شكك حقوقي سوري معارض برواية النظام السوري ومن خلفه لبنان فيما يخص تزويد النظام لوزارة الصحة اللبنانية بإسطوانات الأوكسجين اللازمة لمرضى كورونا، مرجحا أن تكون هناك صفقة أسلحة أو مخدرات بغطاء سياسي بين النظام وميليشيا حزب الله.
كلام الحقوقي “عبد الناصر حوشان” جاء في تصريح لمنصة SY24، وتعليقا على ما تدوالته وزارة الصحة التابعة للنظام وماكينات النظام الإعلامية، والتي ذكرت أن النظام السوري لبى نداء لبنان وسيتم تزويدها بـ 75 طناً من الأوكسجين، كل يوم 25 طناً لمدة ثلاثة أيام.
وفي وقت تعاني فيه مشافي النظام من اعدم قدرتها على استيعاب مرضى كورونا والاضطرار إلى نقلهم إلى مشافي محافظات أخرى، إضافة إلى الارتفاع غير المسبوق في أعداد الإصابات وسط انهيار البنية التحتية الصحية في ظل تلك الجائحة، يدّعي النظام أن تزويد لبنان بالأوكسجين لن يؤثر على منظومة الأوكسجين لديه.
وأثار هذا التنسيق بين لبنان والنظام السوري وفي هذا الوقت في الذات، الكثير من علامات الاستفهام، لكنّ مصدرنا الحقوقي كان له وجهة نظر أخرى تتعلق بملف المخدرات والأسلحة بين النظام وميليشيات حزب الله، وافقته فيها بعض المصادر السياسية.
وبالعودة إلى تصريحات “حوشان”، قال إن “مصانع الأوكسجين من المصانع البسيطة والموجودة عند أفقر دول العالم، فما بلك بلبنان المفتوحة على العالم”.
وأضاف أن “تحركات النظام من وإلى لبنان لاعلاقة لها بالأمورالإنسانية أبدا، وهي إما عمليات تصدير المخدرات أواستيراد السلاح و المواد الممنوعة بموجب عقوبات قيصر، أو التحركات العسكرية التي ترتبط بالمشروع الإيراني في لبنان”.
ولفت إلى أن “الأوكسجين ذريعة أو ستار لحمولات أخرى”، متسائلا “هل فحص أحد عما في داخل الحاويات وتأكد أنها أوكسجين؟ بالتأكيد لا، فإسطوانات الأوكسجين طويلة بحيث يمكن إخفاء قطع صوراريخ بداخلها أو مخدرات، فالكل شركاء في العمليات، وكلام النظام غطاء سياسي فقط”.
ووافق في هذا الرأي، “يحيى العريضي”، المتحدث الإعلامي باسم “هيئة التفاوض السورية”، الذي قال في منشور على حسابه في “فيسبوك” إن “سورية ليست مهيئة لتصدير أطنان أوكسجين، وفي ما تبقى من مشافي في سوريا، أصبح عدد المنافس لا يكفي حتى للمدعومين”.
وأضاف أن “وزارة الصحة اللبنانية بيد حزب الله”، وتابع متسائلا “هل تحت اسم (الأوكسجين) يتم تمرير مواد صناعة صواريخ، وتعود لتستهدف السوريين فقط؟ يبدو ما ظل في “أمونيوم” بعد انفجار المينا!، (في إشارة للانفجار الذي حصل في آب/أغسطس 2020 في مرفأ بيروت)”.
وكانت مصادر طبية تابعة للنظام دقت ناقوس الخطر محذرة من أن الطفرة الثالثة وصلت إلى سوريا، وأن الوضع يزداد سوءا يوما بعد يوم، وذلك قبل أيام من تزويد النظام لبنان بإسطوانات الأوكسجين المزعومة.
بدوره قال “أنس العبدة” رئيس “هيئة التفاوض السورية”، في بيان، إنه ” في مناطق النظام، آلاف السوريين بحاجة للأوكسجين، في المشافي عنده يشتري الناس الأَسِرّة، ومن لا يستطيع يُصبح بلا سرير.. المشافي تعاني شُحّ المَنَافِس.. والنظام يقصفها، بل ويرسل الأوكسجين إلى لبنان.. إذا كانت لديه رفاهية إرساله إلى الخارج، لماذا يموت الناس من نقصه في مناطقه!”.
ونهاية 2020، كشفت مصادر خاصة عن تورط شخصيات أمنية رفيعة المستوى تتبع للنظام السوري، بحماية تجار المخدرات والشحنات الكبيرة التي يتم إدخالها عن طريق ميليشيا حزب الله من لبنان، ليصار إلى تهريبها صوب دول الخليج.
وفي وقت سابق من العام 2020، اعترف أيضا بعمليات تهريب المخدرات التي تتم عبر الحدود بين سوريا ودول مجاورة (لم يسمها)، زاعما أنه تم إحباط العديد من عمليات تهريب المواد المخدرة على الحدود المشتركة مع الدول لتهريب المخدرات إلى داخل سوريا، ولافتا إلى أن عمليات التهريب تتم أيضا عبر طرق أخرى نظرا للموقع الجغرافي الذي تتمتع به سوريا.