دراسة عن سوريا: الطلاق وزواج القاصرات من الظواهر التي تزداد بشكل غير مسبوق

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

سلّطت دراسة أعدها مركز أبحاث سوري، الضوء على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والأمنية في مناطق سيطرة النظام السوري، وغيرها من المناطق الأخرى، لافتة الانتباه إلى العديد من الظواهر الاجتماعية التي انتشرت على مدار 10 سنوات من الصراع الدائر في سوريا.

وركّزت الدراسة التي نشرها “مركز حرمون للدراسات المعاصرة”، واطلعت على نسخة منها منصة SY24، في أحد جوانبها، على “العنوسة” وارتفاع نسبتها إلى مستويات غير مسبوقة في سوريا، إضافة إلى “زواج القاصرات” وظاهرة “الطلاق”، مرجعة ذلك إلى الأوضاع الاقتصادية والسياسية التي شهدتها وما تزال سوريا.

وذكرت الدراسة أن سنوات الصراع في سوريا تسببت في أضرار كبيرة على الصعيد الاجتماعي، وترتبط بشكل رئيس بتدهور الاقتصاد والفلتان الأمني وغياب القانون، سواء في المناطق التي بقيت تحت سيطرة النظام، أم في المناطق التي سيطرت عليها المعارضة.

وأضافت أن “العنوسة” وصلت نسبتها في سوريا إلى مستويات غير مسبوقة، نتيجة الأوضاع الاقتصادية والسياسية في السنوات الأخيرة، وبحسب صحيفة “البعث” الموالية، فقد بلغت نسبة العنوسة في سورية 70%.

وأشارت إلى أنه في ما يتعلق بزواج القاصرات، فقد نبه القاضي الشرعي الأول التابع للنظام في دمشق “محمود المعراوي”، في 18 آذار/ مارس 2019، إلى أن نسبة زواج القاصرات في سنوات الصراع الدائر في سوريا، ارتفعت إلى 13%، بعد أن كانت لا تتجاوز 3% قبلها.

ونقلت الدراسة عن “المعراوي” قوله، إن “أغلب الحالات هي عقود عرفية، وذكر أيضًا أن حالات زواج القاصرات في دمشق ارتفعت من 24.000 في 2017 إلى 28.000 في 2018”.

وأشارت إلى أن هذه الظاهرة تتفشى أيضًا في مناطق سيطرة فصائل المعارضة، مبينة أنه إضافة إلى العامل الاقتصادي، ففي كثير من الأحيان يكون سبب زواج القاصر هو خوف الأهل عليها من تعرضها للاعتداء، أو يكون رضوخًا لإرادة العناصر المسلحة، حسب الدراسة.

ولفتت إلى أنه في دول اللجوء أيضًا النسب عالية، فمثلًا في الأردن 55% من مجموع زيجات اللاجئات السوريات، و32% من حالات الزواج بين اللاجئين في لبنان هي لفتيات تحت سن الثامنة عشر.

أمّا فيما يخص “الطلاق”، فبيّنت الدراسة أن معدلاته ارتفعت هو الآخر، وغالبًا ما يرتبط ذلك بزواج القصّر، أو بالأزمة الاقتصادية أو الخلاف على الهجرة، أو غياب الزوج مدة طويلة أو جهل مصيره، وهذا كله مرتبط بتداعيات ومفرزات الأزمة.

وختمت الدراسة بالإشارة إلى أن سوريا أصبحت مسرحًا تتنازع فيه وعليه الأطماع الخبيثة لأطراف داخلية وإقليمية ودولية، وبشكل مسعور لا يبالي بالثمن الباهظ الذي يدفعه الشعب السوري في هذا النزاع.

وقبل أيام، أكدت مصادر محلية لمنصة SY24، أن الظاهرة التي يطلق عليها المجتمع المحلي مصطلح “العنوسة” باتت موجودة بشكل كبير وملموس في معظم العائلات داخل مدينة دير الزور.

وأضافت أن هذه الظاهرة انعكست سلباً على الحياة الاجتماعية في المدينة، بسبب عدة عوامل لعل أهمها هرب الشباب من مناطق سيطرة النظام السوري في دير الزور، بعد ازدياد حملات الاعتقال التي تشنها أجهزة النظام الأمنية بغرض سوق الشباب إلى الخدمة الإجبارية.

يشار إلى أن هناك العديد من الظواهر الاجتماعية التي أفرزتها سنوات الحرب، إضافة للتهميش المتعمد للمناطق التي يستعيد السيطرة عليها، سواء من الناحية الخدمية أو الاقتصادية أو حتى المعيشية، ومن أهمها ظاهرة عمالة الأطفال، التسول، تجنيد الأطفال، فوضى السلاح، انتشار الجريمة، وغيرها.

مقالات ذات صلة