شدد أهالي مدينة الرقة السورية، على ضرورة الإسراع في إزالة ألغام “داعش”، كونها تنتشر بكثافة في أحياء المدينة، وتسببت في مقتل وجرح عدد كبير من المدنيين، كما أنها سببت لعشرات المصابين إعاقات دائمة.
وتأتي هذه الدعوات بعد عدة حملات توعية أطلقها ناشطون في مدينة الرقة الواقعة ضمن مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”، حيث تضمنت الدعوات تحذيرات وجهت للمواطنين من أجل عدم الاقتراب من الأجسام المشبوهة أو بقايا القذائف والصواريخ التي لم تنفجر.
وذكرت مصادر محلية، أن عدداً كبيراً من المدنيين تعرضوا إلى إصابات بالغة، نتيجة انفجار بعض مخلفات الحرب الموجودة في منازلهم أو في الاراضي الزراعية، ناهيك عن مقتل عدد آخر.
وفي الوقت ذاته، عملت المنظمات الدولية والمحلية على مشروع لإزالة الألغام التي تركها التنظيم قبيل انسحابه من مدينة الرقة، بالإضافة إلى عملها المستمر في إزالة مخلفات الحرب القابلة للانفجار.
وأوضحت المصادر أن “عملية إزالة الألغام تسير ببطء شديد، بسبب عدم وجود عدد كافي من المختصين، إضافةً إلى عمل المنظمات الدولية المختصة على إزالة الألغام من المناطق الواقعة خارج مدينة الرقة”.
وعلمت منصة SY24 عبر مصدر خاص، أن “الأهالي يجبرون على إزالة هذه الألغام من بعض المواقع، مستخدمين طرقاً بدائية، ومنها حرق المكان الذي يتواجد فيه اللغم أو القيام بتفكيكه رغم عدم توفر الخبرات اللازمة، مما أدى الى مقتل عدد كبير من المدنيين أثناء محاولتهم القيام بذلك”.
وأوضح مصدرنا، أن “بعض الأهالي استعانوا بعناصر تابعين لقسد، من أجل البحث في منازلهم عن الألغام وتفكيها إن وجدت، قبل الانتقال إليها والسكن فيها مجدداً، وذلك مقابل دفع مبالغ مالية لهم”.
وأشار مدني يدعى “مسعود” إلى أن “مخلفات الحرب ما زالت موجودة في عدد كبير من الأبنية المهدمة والحدائق والشوارع، بالإضافة إلى تواجد بقايا صواريخ لم تنفجر في الأراضي الزراعية المحيطة بمدينة الرقة”.
وقال في حديث خاص لمنصة SY24، إن “عمل المنظمات في إزالة الألغام بطيء جداً، لذلك لا يوجد أمامنا حل سوى إزالتها بأنفسنا أو اللجوء إلى أحد المختصين العاملين مع قسد، أو فصائل الجيش الحر سابقاً”.
وأضاف المدني الذي يقيم في مدينة الرقة حالياً، أن “الجميع يخاف من وجود ألغام مزدوجة، والتي تتكون من لغمين مرتبطين ببعضهما، وعند إزالة الأول ينفجر الثاني”، واصفاً هذه النقطة بـ “المرعبة”.
وتعمل منظمة “ماك” البريطانية، ومنظمة “تيترا” الأمريكية على إزالة الألغام في المناطق المحيطة بمدينة الرقة، بينما تحاول منظمة “روج” التابعة لـ “قسد” العمل على إزالة الألغام من داخل الأبنية السكنية في مركز المدينة.
وسبق أن حذرت منظمة “روج” المحلية من العبث بالأجسام الغريبة والإسراع في العودة إلى بعض المنازل، بسبب “عدم تمكنها من تمشيط المنطقة من الألغام بشكل كامل”.
وبررت المنظمة البطء في تمشيط جميع أحياء المدينة من مخلفات الحرب، بـ “غياب الدعم المناسب لها” وعدم توفر المعدات اللازمة لذلك، مؤكدةً في الوقت ذاته مقتل عدد كبير من أفرادها، وذلك أثناء عملهم في إزالة الألغام التي تركها تنظيم “داعش” خلفه.
يشار إلى أن تنظيم “داعش” زرع أعداداً كبيرة من الألغام والعبوات داخل المنازل والحدائق والطرقات في مدينة الرقة، أثناء المعارك التي انتهت بانسحابه من المنطقة لصالح “قوات سوريا الديمقراطية” المدعومة من قبل التحالف الدولي.
كما تتواجد مئات القذائف والصواريخ التي “لم تنفجر” في المنطقة الشرقية، الأمر الذي يعتبر من أبرز المخاطر التي تهدد حياة السكان.