رغم الفقر المدقع الذي يعيشه السوريون في مناطق سيطرة النظام السوري، ووجود أكثر من ٩٠٪ من السوريين تحت خط الفقر – بحسب مؤسسات عالمية غير حكومية – أطلقت مؤسسة مقربة من النظام السوري حملة أثارت السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، بعنوان “تبرّع بمصروف يومك”!
وأطلقت الحملة مؤسسة تدعى “الماجد للتنمية” تهدف لجمع تبرعات بعنوان “تبرع بمصروف يومك” وقالت إنها تهدف لتخفيف العبء الاقتصادي على المواطنين”!
وقال رئيس مجلس إدارة المؤسسة “ماجد ركبي” في حديثه لوكالة “سانا” الموالية إن “الجهات المستفيدة من الحملة هم أسر القتلى وجرحى الجيش السوري والعائلات المحتاجة”، معتبراً أن هذه المبادرة ترجمة للواجب الوطني والإنساني والاجتماعي على المؤسسات الأهلية ودورها التشاركي مع الجهات الحكومية في التخفيف من الأعباء المادية على المواطنين، على حد تعبيره.
ولفت ركبي إلى أن الترويج للحملة يتم من خلال توزيع بوسترات عبر فريق متطوعين واعتماد مراكز في الأماكن العامة والمحال التجارية وفروع مؤسسة الماجد بالمحافظات لتوجيه دعوة لمختلف الأفراد والفعاليات الاقتصادية والتجارية للتبرع بمصروف يومهم لمرة واحدة كل شهر حيث يتم جمع الإيرادات ضمن الحساب المصرفي الخاص بالمؤسسة وتوزيعها على شكل معونات مادية لتتمكن الأسر المستفيدة من شراء احتياجاتها الأساسية كما سيتم استقبال المواد العينية من المتبرعين وتوزيعها على الأسر الفقيرة والمحتاجة وفق جداول منظمة وتحت إشراف لجان مختصة.
وأثارت الحملة سخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب الضائقة الاقتصادية التي يعشيها معظم السوريون في مناطق سيطرة النظام السوري، حيث لا يجدون ثمن رغيف الخبز، ومعظم لم يتناولوا اللحوم سوى مرة واحدة في الشهر، وأحياناً ولا مرة.
وسبق أن اعترف رئيس “الجمعية الحرفية للحامين والقصابة بدمشق” التابع للنظام، المدعو “إدمون قطيش”، بأن نصيب الفرد من استهلاك اللحمة تدنى ليقل عن 100 غرام لحم شهرياً، أكبر دليل على المستوى الاقتصادي والمعيشي المتردي للمواطنين في مناطق النظام.
وتعليقاً على الصور التي نشرتها “مؤسسة الماجد” للحملة، كتبت إحدى المعلقات واسمها “هنادي ضياء”: “والله مكان اللي عم يشرحوا فيه أناني مي وعصير بتكفي حق ١٠ أسر معونات ومساعدات وحق صور كمان”، في حين علّق آخر ساخراً: “حطوا اسم الحملة “لا تشتروا مكياج”، وتبرعوا بحقه، يا سيدي ما بضل فقير”.
ومطلع شباط/فبراير الماضي، أعلن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، أن 60% من سكان سوريا أي ما يعادل أكثر من 12 مليون شخص، يواجهون أسوأ أزمة انعدام تام للغذاء، معربة عن شعورها بالقلق من هذه الأعداد.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، دقت منظمة الأغذية العالمية “الفاو” وبرنامج الأغذية العالمية ناقوس الخطر، محذرة من أن سوريا من بين 16 بلدا مهددة بزيادة مستويات الجوع الحاد وبشدة في حال لم يتم التحرك العاجل وتزويدها بالمساعدات الإنسانية
وتعاني المناطق الخاضعة لسيطرة النظام من أزمة اقتصادية خانقة، أدت خلال السنوات الأخيرة لارتفاع ملحوظ في معدلات الفقر في سوريا.
ومنذ أشهر، تتصدر طوابير المواطنين التي تنتظر الحصول على الخبز والمحروقات، واجهة الأحداث في مناطق سيطرة النظام، في حين يرجع النظام وحكومته الأسباب إلى حجج وذرائع واهية تزيد من سخط المواطنين.
https://www.facebook.com/AlmajedFoundation/posts/1110240386116077