كشف مدير الخدمات في مجلس محافظة ريف دمشق الحرة، أن جميع الآبار المتواجدة داخل الغوطة الشرقية مياهها غير صالحة للشرب، محذرًا من خطورة الأمر على حياة المدنيين المحاصرين.
وقال المهندس “بسام زيتون” في تصريح خاص لـ SY24: إن “مديرية الخدمات في محافظة ريف دمشق، ومع نهاية شهر شباط الفائت، أجرت تحليلًا لجميع الآبار في الغوطة الشرقية وتبين أن جميعها غير صالحة للشرب”.
وحذّر “زيتون” من أن استخدام السكان المحاصرين والقابعين في الأقبية والملاجئ لمياه غير صالحة للشرب سيفاقم من أزمة الوضع الصحي الموجودة أساسًا عند هؤلاء المدنيين.
وأدى تمكن قوات النظام من فصل مناطق الغوطة الشرقية إلى ثلاثة أقسام “دوما، والقطاع الأوسط، ومدينة حرستا” جراء الهجمة العسكرية المستمرة منذ نحو شهر، إلى تفاقم معاناة المدنيين نتيجة شح المياه الصالحة للشرب وعدم القدرة على تأمينها.
وحذرت منظمات إنسانية ودولية من تردي الأوضاع الإنسانية والمعيشية، وخاصة بالنسبة للمدنيين المحاصرين داخل الأقبية الذين يفتقرون لكافة مقومات الحياة وتحديداً المياه الصالحة للشرب.
وكان المبعوث الأممي إلى سوريا “ستيفان دي مستورا” قال في إفادة له خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، الجمعة الماضي: “إن الأمم المتحدة تتلقى تقارير بنزوح آلاف المدنيين من الغوطة الشرقية، نتيجة للعملية العسكرية، وبات السكان يعيشون جحيماً على الأرض، والبعض منهم يبحث فقط عن مجرد شربة ماء”.
وفي هذا الصدد قال زيتون: إن “المياه هي متوافرة في الغوطة الشرقية بشكل عام، إلا أن المشكلة الكبيرة تكمن وبشكل دائم بالتكاليف الباهظة اللازمة لاستخراجها من الآبار وإيصالها للعائلات”.
وأضاف “زيتون” في حديثه لـ SY24، أنه وبعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها الغوطة الشرقية أصبح هناك صعوبة كبيرة في استخراج المياه اللازمة للاستعمال المنزلي فقط، وذلك بسبب القصف المكثف من قوات النظام وروسيا، الأمر الذي أدى لتضرر شبكات المياه، يضاف إلى ذلك صعوبة إصلاحها بشكل سريع، ما ساهم بصعوبة ايصالها للمحاصرين داخل الأقبية.
وأوضح “زيتون” أنه فيما يتعلق بالمياه الصالحة للشرب، فقد كان هناك محطات عامة في مدينة “حمورية” وبلدة ” مسرابا” لتزويد السكان بمياه مفلترة صالحة للشرب، بالإضافة لوجود محطات خاصة لبيع المياه المفلترة في المناطق ذاتها، إلا أنه وخلال الفترة الأخيرة قامت مديرية الخدمات بريف دمشق بالتعاقد مع محطتي مياه “حمورية، ومسرابا” لتزويد السكان بالغوطة بالمياه المفلترة وكان ذلك بالفترة الواقعة ما بين (20 شباط/فبراير الماضي، وحتى الأول من شهر أذار/مارس الحالي).
وأشار المصدر الخدمي، إلى أنه ومع تدهور الأوضاع الأمنية في الغوطة الشرقية، وخصوصًا في مناطق “القطاع الأوسط، وحرستا ودوما” بات هناك صعوبة في التواصل وعدم إمكانية تشغيل المحطات العامة التي تم استهدافها أكثر من مرة، وتم الاعتماد على المحطات الخاصة، لكن وبسبب أعدادها القليلة فإن الأهالي لجأوا إلى استخراج المياه من الآبار للاستفادة منها سواء للاستخدام المنزلي أو للشرب، على حد تعبيره.
ولفت “زيتون” إلى أنه تم تشغيل “محطة فلترة” خاصة لتأمين إيصال المياه المفلترة إلى المدنيين في تلك الاقبية والملاجئ عن طريق مديرية الخدمات بالتعاون مع المجلس المحلي لمدينة دوما خلال الأسبوع الحالي، مبينًا أنه سيتم تزويد المياه بشكل مجاني.
وتشهد عموم مدن وبلدات الغوطة الشرقية، عودة السكان المحاصرين إلى الأساليب البدائية القديمة في استخراج المياه من الآبار وذلك عن طريق “الكباسات اليدوية” المركبة على الآبار، بحسب ما تحدث به مدير الخدمات في محافظة ريف دمشق، لافتًا في الوقت ذاته إلى سقوط عدد من الضحايا والاصابات بين المدنيين أثناء عملية الذهاب لاستخراج المياه عن طريق “الكباسات” الموضوعة على الآبار في شوارع الغوطة الشرقية لتأمين المياه للملاجئ والأقبية، وذلك من جراء القصف والغارات المتعمدة على تلك الآبار والنقاط الخدمية الأخرى من قبل قوات النظام وروسيا.