يحلّ شهر “رمضان” على السوريين في الشمال السوري، وسط ظروف اقتصادية ومعيشية تنعكس بدورها على غياب أي مظهر من مظاهره، خاصة ما يتعلق في إقبال الناس على الأسواق للتحضير لأول أيام الشهر الكريم، إذ باتت حركة الأسواق شبه مشلولة.
وفي جولة سريعة للوقوف على أوضاع الشمال السوري مع دخول أول أيام رمضان، غدا الثلاثاء 13 نيسان/أبريل الجاري، جال مراسلنا في عدد من المناطق، ونقل لنا الصورة اقتصاديا ومعيشيا.
وذكر مراسلنا في الشمال السوري “رامي السيد”، أن الأسواق تكاد تكون شبه معدومة من الأهالي، وذلك قبل يوم واحد من حلول شهر رمضان المبارك، ولا سيما في ريف حلب الغربي وخصوصا مدينة الأتارب، التي تعتبر من أكبر المدن في الريف الحلبي.
وأضاف مراسلنا أن “حركة شراء الأهالي اقتصرت على الحاجيات الضرورية، بسبب عدم توفر الأموال، وبسبب غلاء الأسعار التي ترتفع في كل عام خاصة مع حلول شهر رمضان”.
ووافانا مراسانا بلمحة عن أسعار بعض المواد ومن أبرزها: كيلو اللحمة 60 ليرة تركية، بعد أن كانت تباع قبل أيام بسعر 45 ليرة تركية للكيلوغرام الواحد، في حين ارتفعت اسعار الخضار، حيث سجلت البندورة سعر 5 ليرات تركية للكيلوغرام الواحد، بعد أن كانت تباع سابقا بسعر 3 ليرات تركية.
ولفت إلى أبرز الصعوبات التي تواجه السكان مع حلول شهر رمضان، وهي قلة فرص اليد العاملة، بالإضافة إلى تدني أجور العمال التي لا تتناسب مع ارتفاع الأسعار.
وعن أوضاع المنظمات والمؤسسات الإغاثية والإنسانية، بيّن مراسلنا من خلال جولته الاستطلاعية، أن بعض المنظمات تعمل على التجيهز لحملات الإفطار للنازحين والمقيمين في مناطق متفرقة من الشمال السوري، وتوزيع الوجبات على الأهالي.
ويقيم ملايين المهجرين والنازحين في الشمال السوري الذي يحوي 1277 مخيم من بينها 366 مخيم عشوائي، وتؤوي جميعها أكثر من مليون نسمة أغلبهم نساء وأطفال وكبار سن، إضافة لأصحاب الأمراض المزمنة وذوي الاحتياجات الخاصة.
وبين الفترة والأخرى تتعالى الأصوات مطالبة المجتمع الدولي والأمم المتحدة، بالضغط لإيجاد الحلول للأزمات الإنسانية المتفاقمة، والتي تزيد حدتها خاصة في شهر الصيام، ما يضطر الأهالي للاعتماد على السلال الغذائية والمعونات الرمضانية من فاعلي الخير وأصحاب الأيادي البيضاء.