أعرب الخبير الاقتصادي “فراس شعبو” عن استغرابه من خطوة النظام السوري السماح لبعض مكاتب الصرافة بتسليم الحوالات للتجار والصناعيين فقط وبالدولار وبسعر 2825 ليرة سورية، محذرا في الوقت ذاته من المساءلة الأمنية.
كلام “شعبو” جاء في تصريح خاص لمنصة SY24، وتعليقا على سماح النظام لشركات الصرافة بتسليم الحوالات الواردة من خارج البلد وفق ما يختاره صاحب الحوالة، إما بالليرة السورية أو القطع الأجنبي الدولار.
وقال “شعبو” إنه “من غير المفهوم كيف تسير الأمور أمنيا واقتصاديا خاصة وأن هناك مرسوم يمنع التعامل بالدولار، ولكن هذا مؤشر على أنه ليس هناك دولة أو مؤسسات دولة فاعلة، إذ في كل يوم يصدر قرار مختلف”.
ورأى أن “غاية النظام اليوم هي محاولة ضغط أسعار الصرف بقدر الإمكان، لأن النظام أدرك أنه في حال استمر على السياسة السابقة في خنق الدولار فإن ذلك سيؤدي إلى تدهور سعر الدولار، لأن التجار في النهاية يلجؤون إلى شراء الدولار والعملات من السوق السوداء، وبالتالي هذا الأمر يسبب ضغطا كبيرا على الليرة السورية ويتسبب تدهور في قيمتها، وإذا استمر النظام على السياسة القديمة فإن ذلك سيؤدي إلى تدهور قيمة الليرة بشكل كبير”.
وأضاف أن “النظام اعتمد سياسة جديدة تعتمد على السماح للتجار باستلام أموالهم بالدولار، وبالتالي سيشكل ذلك نوعا ما رديفا للاقتصاد السوري وإعادة إدخال الحوالات التي كانت تخرج أروقة القنوات الرسمية إلى القنوات الرسمية”.
وتتزامن هذه الخطوة مع الحملة التي يشنها النظام على المتعاملين بغير الليرة السورية، وإلقاء القبض على عدد من الأشخاص بحجة استلام وتحويل الأموال بطريقة غير شرعية.
وحذّر “شعبو” من أن “استلام الحوالات بالدولار ربما تعرض صاحبها للمساءلة الأمنية، ومن أجل ذلك فالعملية ليست بتلك السهولة رغم التطمينات التي يحاول النظام إظهارها”.
وفيما يتعلق بتحسن سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار رأى “شعبو”، أن ذلك يعود إلى فترة شهر رمضان والعيد وضخ كميات هائلة من الدولار في السوق السورية، وبالتالي النظام يحاول ملأ خزائنه من الدولار بشكل كبير جدا، لأن وصول الدولار إليه يتم استثماره بشكل أو آخر لأن هناك فرق كبير ما بين تاريخ الاستلام وتاريخ التحويل، وهذا نوعا ما يشكل رافدا للنظام السوري من العملة الصعبة، على حد تعبيره.
واليوم الإثنين، نقلت مصادر موالية للنظام عن مصدر في شركة صرافة مرخص لها العمل في السوق المحلية قوله، إنه “سُمح لشركات الصرافة بتسليم الحوالات الواردة من خارج البلد وفق ما يختاره صاحب الحوالة إما بالليرة السورية أو القطع الأجنبي (الدولار)”.
وأضاف أن “هذا الإجراء خاص بالتجار والصناعيين وغير مشمول به بقية المواطنين، الذين بإمكانهم استلام حوالاتهم بالليرة السورية وعلى سعر 2825 ليرة للدولار”.
ومنتصف نيسان/أبريل الجاري، أعلن مصرف سورية المركزي، عن رفع سعر الصرف الوسطي للدولار الأمريكي إلى 2512 ليرة سورية.
ووفق نشرة المصارف والصرافة الصادرة عن المصرف، أصبح سعر الصرف الوسطي للدولار الأمريكي 2512 ليرة، بعد أن كان سعره 1256 ليرة.
وتم أيضا رفع سعر شراء الدولار لتسليم الحوالات الواردة إلى سورية إلى 2500 ليرة، وحدد المصرف سعر نشرة البدلات 2525 ليرة لكل دولار واحد.
وصباح اليوم الإثنين، تراوح سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار ما بين 2900 ليرة شراءً، و2960 ليرة مبيعاً، واليورو ما بين 3500 ليرة شراءً، و3580 ليرة مبيعاً.