شهدت قرى وبلدات ريف دير الزور الخاضعة لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”، نقصاً حاداً في أسطوانات الأوكسجين اللازمة لمعالجة مرضى “كورونا” في المنطقة، الأمر الذي دفع أحد المواطنين إلى افتتاح أول معمل للأوكسجين الصناعي في المنطقة.
وأعلن الثلاثاء عن إعادة افتتاح معمل “العلاوي” للأوكسجين الصناعي في بلدة “الكشكية” في منطقة “الشعيطات” بريف ديرالزورالشرقي، والذي يعتبر الأول من نوعه في المنطقة، وذلك بغرض تأمين الأوكسجين اللازم لمعالجة المصابين بفيروس “كورونا”.
وكان فريق “الفرات الطبي” قد أعلن في وقت سابق، أنه لم يعد قادراً على التصدي للفيروس في المنطقة، وذلك بسبب النقص الحاد في أسطوانات الأوكسجين اللازمة لمعالجة المصابين.
وبحسب صاحب المعمل السيد “حمد علاوي النايف”، فإن “الإنتاج اليومي للمعمل يصل إلى حوالي 200 أسطوانة، يتم توزيعها على المشافي والمراكز الصحية في المنطقة الممتدة من مدينة الرقة إلى بلدة الباغوز عند الحدود السورية العراقية”.
وقال “النايف” في حديث خاص مع منصة SY24، إن “هناك صعوبات كبيرة تواجهنا في تشغيل المعمل، وذلك بسبب عدم وجود كوادر صيانة متخصصة في المنطقة، بالإضافة إلى النقص الكبير في قطع الغيار اللازمة لعمل آلات ضخ الأوكسجين”.
وأشار إلى أنه “من أكبر التحديات التي تواجهنا هي تأمين قطع الصيانة، حيث قمنا بمراسلة بعض الشركات في الصين وتركيا إلا أنهم طالبونا بسجل صناعي وهو أمر غير موجود في مناطقنا”.
وأضاف “طالبنا الإدارة الذاتية ومجلس ديرالزور المدني بتقديم مادة المازوت اللازمة لعمل المولدات الكهربائية، بالإضافة إلى رخصة كهرباء ولم يتم الموافقة على هذه الطلبات إلى الآن”.
وذكر أن “معمل العلاوي للأوكسجين الصناعي، يعمل الآن بأقل من نصف طاقته الإنتاجية”، وناشد “النايف” المنظمات الإنسانية والطبية في المنطقة، بتقديم المساعدة لهم من أجل “رفع طاقة الإنتاج في المعمل وزيادة كمية أسطوانات الأوكسجين اللازمة لمساعدة المصابين بفيروس كورونا”.
وفي وقت سابق، أعلنت لجنة الصحة التابعة للإدارة الذاتية (الجهة المدنية التي تدير شمال شرق سوريا)، عن افتتاح معمل لإنتاج الأوكسجين في منطقة المعامل في ريف ديرالزور الشمالي.
وبحسب مصادر محلية، فإن هذا المعمل غير قادر على تأمين متطلبات المنطقة من أسطوانات الأوكسجين، وذلك بسبب “الروتين الوظيفي ووقت الانتظار الطويل” الذي يتطلبه الحصول على أسطوانة أوكسجين.
في حين ذكر الناشط المدني “عدنان المحمد”، أن “معمل العلاوي لإنتاج الأوكسجين يستطيع، في حال تم تقديم الدعم المناسب له، تغطية احتياجات المنطقة من أسطوانات الأوكسجين وخصوصاً في ظل تفشي فيروس كورونا”.
وقال الناشط في حديثه مع منصة SY24، إن “المعمل يقدم أوكسجين ذو درجة عالية من النقاء، وهو صالح للاستخدام في المشافي والعمليات الجراحية وفي حواضن الأطفال”.
وأضاف أن “المعمل ينتج أيضا، أسطوانات الأوكسجين المستخدمة في الإنتاج الصناعي مثل عمليات اللحام وغيرها من الإستخدامات الصناعية، بجانب الاستخدامات الطبية لها”.
وفي السياق، طالبت الإدارة الذاتية، الجهات الدولية وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية، بتوفير لقاح “كورونا” لمنطقة شمال شرق سوريا بأسرع وقت، وذلك بسبب تزايد عدد حالات الإصابة بهذا الفيروس في المنطقة.
وأكدت الإدارة الذاتية أنها ترفض الحصول على لقاح “كورونا” عن طريق حكومة النظام السوري، وطالبت بأن يتم الحصول على اللقاح عن طريق لجنة الصحة التابعة لها.
وتعاني مناطق شمال شرق سوريا، التي تسيطر عليها قوات “قسد” من انتشار كبير لفيروس “كورونا” بين السكان خلال الأشهر الماضية، على الرغم من إعلان الإدارة الذاتية عن فرضها حظراً كلياً للتجوال في جميع مناطق سيطرتها.
والإثنين الماضي، أعلنت هيئة الصحة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، أن عدد المصابين بفيروس كورونا في مناطق سيطرة “قسد”، بلغ 16184 إصابة، منها 615 حالة وفاة و 1654 حالة شفاء.