تشهد مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”، جهوداً مكثفة من أجل ترميم المستشفيات والمراكز الصحية التي تضررت بفعل المعارك التي دارت في المدينة قبيل انسحاب تنظيم داعش منها في أواخر عام 2017.
وتأتي عمليات إعادة تأهيل المستشفيات في ظل الجهود المبذولة من قبل الجهات الطبية، بهدف التصدي لفيروس “كورونا” وتقديم الرعاية الصحية الممكنة للمرضى.
وأعلن عدد من الأطباء العاملين في مدينة الرقة عن البدء بمشروع إعادة تأهيل مستشفى الحياة الخاص (مشفى الحجوان سابقاً)، وتحويله إلى مستشفى تخصصي للأطفال.
ويعتبر مستشفى الحياة التخصصي هو الأول من نوعه في المنطقة، وذلك لاحتوائه على مركز متخصص في مجال “طفل الأنبوب”، بالإضافة إلى اختصاصات أخرى مثل الجراحة النسائية والتوليد وجراحة الأطفال.
في حين اعتبر بعض أبناء الرقة، أن المشفى الجديد سيكون مثل باقي المشافي في المدينة، والتي وصفوها بـ “المسالخ”، جراء ارتفاع أجور المعاينات التي تتقاضاها هذه المشافي من المرضى.
وأكد مواطن يدعى “مسعود”، أن جميع المستشفيات الخاصة في مدينة الرقة تتعامل مع المرضى على أساس “الربح وتتقاضى أجورها بالدولار”.
وقال في حديث خاص مع منصة SY24، إن “المشفى الوطني الذي أسسته قسد لا يستطيع استيعاب عدد المرضى في مدينة الرقة، وذلك لافتقاره إلى الأجهزة والمعدات اللازمة، بالإضافة إلى عدم وجود كادر طبي كافي”.
وأضاف أن “المرضى يلجأون إلى المشافي الخاصة التي تحولت إلى مسالخ بشرية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وذلك بسبب افتقارها إلى الإنسانية في التعامل مع المرضى، واعتبار جميع الحالات التي تأتيهم عبارة عن دخل مادي إضافي لهم”.
وحذر عدد كبير من الأطباء العاملين في القطاعات الصحية المختلفة بمدينة الرقة من “تدهور كبير” في القطاع الصحي، نتيجة ارتفاع عدد الإصابات بجائحة “كورونا”، وعدم توافر اللقاح المخصص لهذا الفيروس في مناطق شمال شرق سوريا.
يشار إلى أن شركة “الشمال” للإنشاء والتعمير التي أسستها “قسد” في عام 2018، هي الجهة المنفذة لمشروع إعادة تأهيل معظم المراكز الصحية والمستشفيات الخاصة والعامة في مدينة الرقة.
وكانت الشركة قد حصلت على أغلب المناقصات التي طرحها “مجلس الرقة المدني” التابع لـ “الإدارة الذاتية” من أجل إعادة إعمار البنى التحتية المدمرة في المدينة، بالإضافة إلى مشاريع صيانة وتعبيد الطرقات والشوارع الرئيسية في مدينة الرقة.