أكد “مركز التحليل والبحوث العملياتية البحثي” والذي يركز على الوضع في سوريا، أن سوريا أصبحت دولة مخدرات لنوعين رئيسين يثيران القلق هما الحشيش والكبتاغون.
وأضاف المركز حسب ما نقلت صحيفة “الغارديان البريطانية” أن ” سوريا أصبحت مركزا عالميا لإنتاج الكبتاغون حيث يتم الآن تصنيعه وتطويره تقنيا بمعدل أكبر مما مضى”.
وذكر المركز أنه “في عام 2020، وصلت قيمة صادرات سوريا السوقية من الكبتاغون إلى ما لا يقل عن 3.46 مليار دولار”.
وتابع أنه “رغم أن تهريب الكبتاغون كان في السابق من مصادر تمويل الجماعات المسلحة المناهضة للدولة، لكن استعادة تلك المناطق مكن نظام الأسد وحلفائه الإقليميين الرئيسيين من تعزيز دورهم كمستفيدين رئيسيين من تجارة المخدرات في سوريا”.
ونقلت “الغارديان” عن مصدر له صلات مع شخصيات ومسؤولين في مناطق سيطرة النظام السوري قوله إن ” “الحرب في سوريا لم تتسبب فقط في قتل مئات الألاف ولجوء 6 ملايين خارج سوريا ونزوح 8 ملايين داخلها، وإصابة مليون شخص وتدمير كامل لمدن وبلدات، لكن تسببت الحرب في انهيار كامل للاقتصاد عقب الأزمة المصرفية في لبنان والتي تلاها وباء كورونا وقانون قيصر، الذي حول سوريا رسميا إلى بلد مخدرات، وتحول عدد قليل من أمراء الحرب التابعين للنظام إلى أمراء مخدرات”.
وذكرت الصحيفة البريطانية أن “سوريا تحولت إلى دولة مخدرات عبر إنتاج مخدر الكبتاغون والذي يعرف بـ (فينيثيلين) وهو حبوب تعمل على تنشيط الجهاز العصبي”.
وأشارت إلى أنه “قبل مصادرة السعودية لملايين من حبات الكبتاغون، أُحبطت في السابق على مدار العاميين الماضيين عمليات تهريب لهذا المخدر في الشرق الأوسط وأوروبا قدرتها الصحيفة بما لا يقل عن 15 شحنة من الكبتاغون”.
وفي السياق ذاته، نقلت الصحيفة عن ستة مسؤولين في أجهزة شرطة واستخبارات في الشرق الأوسط وأوروبا قولهم إن “كافة الشحنات كان مصدرها سوريا أو عبر الحدود اللبنانية حيث تشكلت عصابات إجرامية وزعماء ميليشيات وعصابات حدودية تصنع وتوزع كميات كبيرة من المخدرات على نطاق كبير”.
وحسب الصحيفة فإن “الحدود بين سوريا ولبنان انعدم فيها القانون وباتت مرتعا لعمليات التهريب والتي يتورط فيها مسؤولون من الجانبين، إذ ينقل المهربون الحشيش والكبتاغون عبر طريق ممتد من سهل البقاع اللبناني ومدينة القصير السورية الحدودية والطرق شمالا عبر مناطق سيطرة العلويين باتجاه مينائي اللاذقية وطرطوس”.
وتعليقا على ذلك قال مصدر حقوقي مهتم بتوثيق الانتهاكات والجرائم في مناطق سيطرة النظام لمنصة SY24، إنه “لم يعد يخفى على العالم أن النظام السوري وعبر شبيحته جعلوا من سورية بلد منتج للمخدرات، التي يتم جلب المواد الخام من إيران وأفغانستان ولبنان، ليتم تصنيعها في عدة مدن سورية، أهمها اللاذقية التي تتحكم بها شبيحة آل الاسد وهم عرابو تجارة المخدرات وتصنيعها وتهريبها إلى دول العالم”.
وأضاف أن “المخدرات اليوم هي مصدر رئيس لتأمين القطع الأجنبي لتمويل الميليشيات الإيرانية والشبيحة وحزب الله”.
وأكد مصدرنا أنه “رغم افتضاح أمر هذه التجارة لكنها لن تتوقف لأنها مرتبطة بمافيا عالمية، وتقوم عليها شركات وبنوك التي تقوم بتبييض هذه الأموال وأموال الأعمال غير المشروعة كالدعارة وتجارة السلاح”.
وأشارت “الغارديان” إلى أن “اللاذقية تقع تحت عيون ومراقبة كثيفة من أجهزة أمنية أمريكية وأوروبية وأجهزة الاستخبارات، لكن ورغم هذا وقعت بعض عمليات التهريب من المصدر، وتم إحباطها لاحقا وشملت خمسة أطنان من حبات الكبتاغون عُثر عليها في اليونان في 2019، وشحنتين مماثلتين في دبي في العام ذاته، وأربعة أطنان من الحشيش تم العثور عليها في ميناء بورسعيد المصري في أبريل/ نيسان 2020، كانت ملفوفة في مواد تابعة لشركة “ميلك مان” التي كانت في ذلك الوقت يمتلكها رجل الأعمال السوري رامي مخلوف.
وقالت الصحيفة إن “هناك شحنة من الكبتاغون كانت متجهة إلى السعودية مخبأة في أوراق الشاي، فضلا عن عمليات مصادرة وقعت في رومانيا والأردن والبحرين وتركيا”.
ومؤخرا اعترف النظام السوري بأن سوريا وصلت لمرحلة باتت فيها بلد عبور للمخدرات إلى الدول المجاورة، كما اعترف النظام بعمليات تهريب المخدرات التي تتم عبر الحدود بين سوريا ودول مجاورة (لم يسمها)، زاعما أنه تم إحباط العديد من عمليات تهريب المواد المخدرة.
وبشكل شبه يومي، تتصدر أخبار المخدرات ومروجيها ومتعاطيها واجهة الأحداث اليومية والأمنية في سوريا، وسط تكتم ملحوظ من قوات أمن النظام على مصدرها والتجار الكبار الذين يعملون على إدخالها إلى سوريا، رغم أن أصابع الاتهام والتلميحات حتى من الموالين تشير إلى المليشيات الإيرانية وميليشيا حزب الله وميليشيا الدفاع الوطني بالوقوف وراء ذلك.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، كشفت مصادر خاصة عن تورط شخصيات أمنية رفيعة المستوى تتبع للنظام السوري، بحماية تجار المخدرات وا لشحنات الكبيرة التي يتم إدخالها عن طريق ميليشيا حزب الله من لبنان، ليصار إلى تهريبها صوب دول الخليج.
وأوضحت مصادرنا بشكل تفصيلي أيضا أن شحنة المخدرات كانت قادمة من لبنان عن طريق ميليشيات حزب الله، ومن ثم تدخل للأراضي السورية عن طريق معابر غير شرعية بين لبنان وسوريا، وبعدها تصل إلى تجار سوريين متعاملين مع الحزب، حيث يتم نقل هذه المواد بسيارات عسكرية من القلمون الغربي للبادية بتنسيق مع ضباط من النظام.
وفي وقت سابق من 2020، فجرت إعلامية موالية للنظام السوري مفاجأة من العيار الثقيل، بعد كشفها أسماء الشخصيات المتورطة بتصدير المخدرات من سوريا إلى الدول الغربية عبر الموانئ السورية وخاصة ميناء اللاذقية.
وذكرت الإعلامية “فاطمة علي سلمان” والتي تنحدر من القرداحة مسقط رأس النظام “بشار الأسد”، أن مرفأ اللاذقية يُغرق مرافئ دول العالم بجميع أنواع المخدرات، وأن هذا الأمر يتصدر عناوين الصحف الأوروبية.
ووجهت الإعلامية الموالية رسالة تفضح فيها تجار المخدرات بالاسم قائلة “شكرا نوح زعيتر (تاجر مخدرات لبناني)، شكرا يا وسيم أبو بشار (ابن عم بشار الأسد)، شكرا علي أبو قسورة (مهرب).. فضحتونا الله يفضحكن”.