أدان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية في الخليج العربي “ناثان تك” استمرار النظام وروسيا بحملتهما العسكرية على مدن وبلدات الغوطة الشرقية، متهمًا روسيا بتجاهل القرار الصادر عن مجلس الأمن رقم 2401.
وقال المتحدث الأمريكي في تصريح خاص لـ SY24: إن “الولايات المتحدة تدين الهجوم العسكري المستمر الذي يقوده نظام الأسد بدعم من روسيا وإيران ضد سكان الغوطة الشرقية”.
وأضاف المتحدث الأمريكي: “بعد التأجيل المتكرر لاعتماد قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2401 الذي طالب بوقف الأعمال القتالية في سوريا لمدة 30 يوماً، واصلت روسيا تجاهل شروطه واستمرت في قتل المدنيين الأبرياء تحت الادعاء الكاذب بأنها عمليات لمكافحة الإرهاب”.
ورأى “ناثان تك” أن ما يجري في الغوطة الشرقية سيناريو مشابه لما جرى في مدينة حلب في وقت سابق وقال: “إن هذا نفس مزيج الأكاذيب والقوة العشوائية التي استخدمتها روسيا والنظام السوري لعزل حلب وتدميرها في العام 2016 إذ قتل في المدينة آلاف المدنيين”.
وشددّ المتحدث الأمريكي في حديثه، على أنه ينبغي على النظام السوري مع مؤيديه في موسكو وطهران الالتزام بقرار مجلس الأمن رقم 2401، وكذلك وقف الأعمال العدائية، والسماح بوصول المواد الإنسانية دون عوائق ولا سيما في الغوطة الشرقية، حيث يوجد ما يقرب من 400 ألف مدني بريء في حاجة ماسة له.
ولفت “ناثان تك”، إلى أن الولايات المتحدة تقوم بعدة أشياء لمساعدة الشعب السوري، موضحًا أنها تقوم بتوثيق الفظائع في سوريا، بالإضافة لمحاربة الإرهاب في سوريا، والعمل على توفير المساعدات الإنسانية، كما تعمل الولايات المتحدة على محاسبة النظام لاستخدامه الأسلحة الكيميائية.
وفي هذا الصدد أشار “ناثان تك” إلى تصريحات مستشار الأمن القومي الجنرال “أش أر ماكماستر” في ١٥ أذار/ مارس الحالي، والتي قال فيها:
“أولاً، مثل الكثيرين في هذه القاعة اليوم، نحن نقوم بتوثيق الفظائع، وترفع الولايات المتحدة السرّية عن المعلومات التي تكشف جرائم الأسد المروعة، وقد نشر الرئيس ترامب، في أيار/ مايو من العام الماضي، صورًا نعتقد أنها تصور محرقة للجثث في أحد سجون النظام، من المرجح أنه قام بتركيبها لإخفاء الأدلة على القتل الجماعي”.
وأضاف الجنرال: “تساعد إدارتنا أيضًا في تمويل الآلية الدولية والمحايدة والمستقلة الخاصّة بسوريا (IIIM) التي أنشأتها الجمعية العامة للأمم المتحدة، فإن مهمة هذه الآلية هي جمع وتحليل الأدلة على الانتهاكات التي تمارس ضدّ القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان في سوريا، وإعداد هذه الأدلة من أجل إجراءات جنائية مستقلة، كما إننا نفخر بدعم لجنة التحقيق الدولية المستقلّة بشأن الجمهورية العربية السورية، وتوثق هذه اللجنة المستقلّة والنزيهة الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان التي ارتكبتها جميع أطراف النزاع”.
“ثانياً، نحن نقاتل إلى جانب شركاء، مثل قوات سوريا الديمقراطية، لإلحاق الهزيمة بالمنظمات الإرهابية، وقد حرر التحالف من أجل هزيمة داعش 100 في المائة تقريبا من الأراضي التي كان هؤلاء الإرهابيين يسيطرون عليها في العراق وسوريا”.
وأوضح ماكماستر: “لقد حققنا تقدمًا هائلاً إلى جانب الحلفاء والشركاء خلال العام الماضي، بيد أنه لدينا المزيد من العمل للقيام به، وسوف تستمر الولايات المتحدة في ملاحقة هؤلاء القتلة حتى تتمّ هزيمة داعش بشكل كامل وتستقرّ المراكز السكانية ويتمكّن اللاجئون من العودة بأمان إلى ديارهم”.
“ثالثًا، نحن نقدم المساعدات الإنسانية للأشخاص الذين هم في أشد الحاجة إليها، أي الضحايا، فقد قدّمت الولايات المتحدة أكثر من 7.6 مليار دولار لمساعدة السوريين داخل وخارج سوريا، ونحن نقدّم مساعداتنا في اتجاهين: إلى اللاجئين السوريين وإلى المناطق المحررة من داعش، ولن تقوم الولايات المتحدة وشركاؤها بتقديم تمويل إعادة الإعمار للمناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد قبل أن يتحقق في سوريا انتقال سياسي بعيدا عن حكم الأسد”.
“رابعاً، نعمل على حماية المدنيين الأبرياء من الهجمات بالسلاح الكيميائي وتحميل الأسد المسؤولية عن استخدام هذه الأسلحة الشنيعة، فقد احتفلت السنوات الأربع الماضية بذكرى أخرى وهي “الذكرى المئوية الأولى للحرب العالمية الأولى”، ففي أعقاب تلك الحرب الرهيبة، اجتمعت الأمم ووافقت على عدم استخدام الأسلحة الكيميائية مرة أخرى، إذ أن استمرار استخدام الأسد لهذه الأسلحة يهدد بنسف كل التقدم الذي أحرزناه منذ نهاية تلك الحرب الرهيبة”.
وبعد الإشارة إلى تصريحات ماكماستر ختم “ناثان تك” المتحدث الأمريكي بالتنويه قائلاً: “بعد الهجوم الذي شنّه الأسد بغاز السارين على الأبرياء في 4 ابريل/نيسان 2017، شنّ الرئيس ترامب ضربة صاروخية قوية على القاعدة الجوية السورية التي انطلق منها ذلك الهجوم، ما أدى إلى تدمير عشرين بالمائة من سلاح الجو السوري، وكان من شأن ذلك أن يرسل رسالة لا لبس فيها: “إن استخدام هذه الأسلحة المرعبة غير مقبول مطلقا، وسوف نحاسب الجناة”.