فجّرت صحيفة “هآرتس” العبرية مفاجأة من العيار الثقيل، مشيرة إلى أن روسيا استخدمت طائرات إسرائيلية في شن هجمات جوية على المدنيين في سوريا.
وذكرت الصحيفة أن “طائرة (فوربوست) المسيرة التي صنعت في إسرائيل واستخدمها الروس في سوريا، ساهمت في إنقاذ نظام الأسد عندما أوشك على السقوط”.
وأضافت “أنها ساعدته في المحافظة على جيشه وقلب كفة توازن الرعب لصالحه في الحرب التي امتدت لعقد من الزمان”.
وأشارت إلى نا وصفته بـ “الدور الخطير الذي لعبته تلك الطائرات بما يخالف القانون كونه، يقوم على استهداف البنية التحتية المدنية، وعلى رأسها المشافي”.
وبيّنت الصحيفة أن “(فوربوست) ساعدت الجيش الروسي في سوريا على تحديد الأهداف التي يجب أن يقصفها، إلى جانب تحديد حجم الأضرار التي يسببها القصف، ومتى يجب إنزال مزيد من القنابل والقذائف”.
ولفتت الصحيفة إلى أن “شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية صفقة بقيمة 400 مليون دولار أميركي، تقضي بتصدير وترخيص طائرات (سيرشر 2) من دون طيار لتستخدمها روسيا وتقوم بتصنيعها على أراضيها تحت اسم “فوربوست”.
وتعليقا على ذلك قال الأكاديمي والمحلل الاستراتيجي، الدكتور “أحمد الحمادي” لمنصة SY24، إنه “مما لا يعرفه الكثيرون بأن الاتحاد السوفيتي الذي قامت على أنقاضه روسيا هو أول دولة في العالم يعترف بإسرائيل، بعد أن أعلن عن قيامها بخمسة دقائق حيث تم الاعتراف بها من قبل الاتحاد السوفيتي، والتعاون قائم بينهما على قدم وساق منذ ذلك التاريخ”.
وأضاف ” أما بالنسبة لصفقة الطائرات المسيرة (فوربوست) نقول إن السلاح (تصنيع السلاح وإمداده وبيعه) في العالم شبه محتكر ومقسوم لقسمين رئيسيين غربي وشرقي، ومسموح لروسيا النشاط والبيع والإمداد لدول ولو كانت منطوية في ظل الهيمنة الغربية، و لكنه محظور بيع السلاح الغربي على بعض الدول مثل سورية وفنزويلا والصين وكوريا الشمالية وغيرها من الدول، و يمكن لبعض الدول التسلح من كلا الجانبين كما هو حال الجزائر ومصر والعراق وغيرها، مما يجعلها تمتلك الأسلحة الغربية والشرقية”.
وتابع أنه “بالنسبة لإسرائيل تحديدا فهي شاذة عن القاعدة ولها حرية امتلاك والحصول على ما تريد من السلاح من كلا الجانبين، وتتعاون بما يحقق مصالحها وأمنها وتفوقها العسكري في محيطها العربي”.
وقال أيضا إن “هذه الصفقة المنجزة تأتي كغيرها من صفقات التعاون العسكري والأمني والاستخباراتي، وهنا لن يفوتنا التذكير بأن إسرائيل حصلت من روسيا على امتياز تطوير صواريخ كروز من روسيا وأيضا تطوير برج الدبابة ميركافا الإسرائيلية وغير ذلك مما ساهم في تطور الصناعة العسكرية الإسرائيلية و تمتينها”.
وأضاف “في المقابل حصلت روسيا على صفقة الطائرات المسيرة (فوربوست)، حيث كانت إسرائيل من أوائل الدول المصنعة للطائرات المسيرة بدون طيار التي أثبتت جدواها في المعارك والاستهدافات بكل دقة، وكل ذلك في مجال التعاون العسكري ما بينهما (روسيا وإسرائيل) والذي ترجم بالحصول على امتياز تصنيعها روسيا، و للأسف لقد استخدمت روسيا هذه الترسانة من الأسلحة ضد شعبنا السوري لقتله وتهجيره وتدمير مدنه وبلداته”.
وختم قائلا “هناك تعاون في شتى المجالات الأمنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية وغيرها، ما بين موسكو وتل أبيب تضرب فيه موسكو ما يدعيه النظام السوري ومحوره المسمى زورا وبهتانا بمحور المقاومة، بالثوابت الوطنية والقومية عرض الحائط وتتجاوزه، وتستخدم كل هذا التعاون ضد شعبنا قتلا ودمارا وخرابا لصالح النظام القاتل المجرم المنسلخ عن الشعب السوري، ولا يهمه سوى استمراريته على الكرسي والحفاظ على نظامه الغاشم “.
يشار إلى أن روسيا تتفاخر بين الفترة والأخرى بتجريب واختبار أسلحتها على الأرض السورية، وآخرها كان سلاح “الطلقة” وهو عبارة عن أحدث نسخة من العربة المدرعة الروسية.
ومطلع نيسان/أبريل الماضي، أعلنت روسيا عن تجريب تقنية جديدة فريدة من نوعها لتوجيه الطائرات المسيرة من طراز “إينوخودتس” نحو أهداف ادعت أنها “إرهابية” في سوريا، مؤكدة أنها حققت معدلات عالية من الكفاءة والدقة في إصابة الأهداف في الوقت الحقيقي.