أيها الطائفيون .. الثورة لا تموت

Facebook
WhatsApp
Telegram
أيها الطائفيون .. الثورة لا تموت

في البداية أدرك تماماً أن الشرخ بات كبيراً منذ سنوات، بين الشريحة الداعمة للثورة السورية، وهي تمثل غالبية الشعب السوري، وبين الشريحة الموالية والداعمة لنظام الأسد والميليشيات الإيرانية الطائفية والقوات الروسية المحتلة للأرض السورية.

لكن هذا الشرخ قد يلتئم من جديد وتعود العلاقات بين مختلف أطياف المجتمع السوري، كما كانت بل وربما أفضل، بعد إيجاد حل يرضي الغالبية السورية، سواء بإسقاط الأسد ميدانياً أو سياسياً أو بغير ذلك، لأنه لا حل في سوريا دون إسقاط النظام وزمرته المجرمة.

وأنا كما كُثر من السوريين على قناعة تامة، بأن الثورة ستنتصر بأي طريقة كانت، والثورة لا تقاس بالسنوات ولا بالتضحيات، لأن الثورة فكرة والفكرة قد تخبو، لكن لا تموت.

أما مناسبة هذا الحديث، فيأتي بعد أن قام النظام الطائفي مؤخراً بترويج صور وأغاني تزيد من الشرخ بين أطياف الشعب السوري، حيث أراد النظام من هذا الترويج، قطع الشعرة التي لا تزال تربط السوريين الثائرين ضد الأسد والمحتلين، وبين الأقلية من السوريين الأذلاء للمحتلين والنظام.

لأنه في نهاية المطاف سيعود السوريون للعيش معاً، شاؤوا أم أبوا، فجميعهم ليس لديه وطن سوى سوريا، وجميعهم ولدوا في هذا الوطن وشربوا من مياهه وأكلوا من خيراته، والسنين كفيلة من أجل التئام الشرخ، عبر الشعرة الأخيرة التي تربطنا جميعاً وهي الانتماء لسوريا.

وبالعودة للصور التي روجها النظام، فقد كانت مُذلة ومهينة لأهلنا في الغوطة، وتتجاوز قضية قاتل وضحية، وتصل لمستوى حقير الى ما دون الإنساني، حيث بدا النظام وكأنه يريد إرسال إشارات تعبر عن وضعية “العبد والسيد”، سيما وأن الصور بدت مبرمجة وتحت التهديد، بحيث تظهر أهالي الغوطة الأعزاء، وهم يتزاحمون على قطعة خبز وتقصد ظهور شبيح أسدي طائفي يدخن بيد ويرمي بيده الأخرى الفتات لأعز أهل الأرض وأكثرهم كرامة وعزة وعنفوان.

كما أن النظام أراد من نشر هذه الصور، القول: أنظروا قتلناهم وهجرناهم ودمرنا مدنهم وقراهم وهاهم اليوم يتزاحمون على فتاتنا، وهي رسالة النظام لكل الثائرين من هذا الشعب، بأنه لن يقبل بهم إلا أن يكونوا مجرد “عبيد”، لكن هيهات أن يحصل النظام على هذا، حتى لو استمر العالم أجمع بدعمه سنين طوال، فمن تذوق طعم الحرية لم ولن يقبل بالذل من جديد.

كما أن النظام أراد من نشر هذه الصور، القول: أنظروا قتلناهم وهجرناهم ودمرنا مدنهم وقراهم وهاهم اليوم يتزاحمون على فتاتنا، وهي رسالة النظام لكل الثائرين من هذا الشعب، بأنه لن يقبل بهم إلا أن يكونوا مجرد “عبيد”، لكن هيهات أن يحصل النظام على هذا، حتى لو استمر العالم أجمع بدعمه سنين طوال، فمن تذوق طعم الحرية لم ولن يقبل بالذل من جديد.

 

والأنكى من هذا، أن الصور جاءت بعد أيام على ترويج النظام لأغنية تشبيحية طائفية تدعو لقتل أهل الغوطة وقصفها وتدميرها على ألحان قبيحة قادمة من مسقط رأس بشار الأسد، ومما زاد من قبح تلك الأغنية التي تحث على قتل وحرق أطفال الغوطة ونسائها، هو أن من قام بأدائها والفرقة الموسيقية يرتدون اللباس العسكري الذي يمثل بقايا قوات الأسد.

ويبدو هذا الخطاب عبر وسائل إعلام النظام، جديداً إلى حد ما، فالنظام دأب على ارتكاب مئات المجازر ضد المدنيين السوريين على مدى سبع سنوات، لكن في إعلامه كان يروج على أنه الحمل الوديع، لا يقتل طفلاً ولا أمراة فقط يقتل “الإرهابيين “، ويبدو أن الأمور قد تغيرت مؤخراً واصبحت وسائل إعلامه وكأنها تابعة لمافيات وعصابات مجرمة، واصبحت العبارات الطائفية على العلن ومباشرة بدون تأويل، وصور واضحة لا تحتاج لكثير من التحليل.

وباعتقادي هذا التطور في الضخ الإعلامي الطائفي الكريه من قبل النظام، يأتي لزيادة الشرخ بين السوريين بحيث يصل لقطع تلك الشعرة التي لا تزال تربط بين السوريين الثائرين والسوريين على الطرف الأخر، سيما وأن النظام يعيش على هذا الشرخ وهو مستمر مادام هذا الشرخ موجوداً، بل ويحاول قطع تل الشعرة للوصول لنقطة اللا عودة بين اطياف الشعب السوري.

لهذا على من بقي لديه عقل ممن يؤيد النظام ورأسه بشار الأسد العميل الأول للمحتلين الإيرانيين والروس، أن يعي جيداً خطورة مستقبله في هذه الأرض، فالتاريخ هو أكبر معلم للجميع ويخبرنا ويؤكد لنا بأن لا ثورة لشعب ابيدت أو هزمت بشكل نهائي، نعم تخبو وتضعف لكنها ودون سابق إنذار تعود من جديد لتنتصر نصراً مؤزراً.

ومهما فعل الطغاة وتوابعهم في سوريا فأن مصيرهم الزوال الى مزابل التاريخ، وعلى كل من يؤيد هذه النظام، أن يدرك تماماً بأن إدانة تلك الصور والأغاني الطائفية، غير كافية وغير مجدية لتهدئة النفوس، لأنه لا فائدة من الإدانة بعد هذا، سيما وأنه جاء متزامناً مع تهجير عشرات آلالاف السوريين من أرضهم وأرض اجدادهم الممتدة في عمق التاريخ، وأن أي إدانة دون البدء بمن قام بنشرها وترويجها وهو رأس الأفعى بشار الأسد، هي إدانة تافهة، تفاهة مواقفكم المخزية.

في النهاية، لكل من يستهزئ من هذا الكلام وأقصد شريحة المؤيدين والتي تعيش “نشوة انتصارات” خلبية، أقول لها، إن “الاستهزاء في الخواتيم، وهي بعيدة كل البعد عن عيونكم وعيون أسيادكم، والإمر لا يتعدى انتهاء شوط وبالقائمة لا يزال أشواط كثيرة، وحينها سنعرف من سوف يستهزئ من ثبت ودافع عن حرية بلده وأهله ضد الطائفيين والمحتلين، أم من باع وطن

مقالات ذات صلة