تطورت الأحداث في محافظة درعا بشكل غير مسبوق، خلال الأيام الماضية، حيث لم يسمح السكان للنظام السوري بإجراء انتخاباته التي أجراها ضمن مناطق سيطرته أمس الأربعاء، في حين نفذ مسلحون محهولون سلسلة من الهجمات على مواقع الجيش والميليشيات الموالية لها في المنطقة، وكان آخرها المواجهات العنيفة التي اندلعت في مدينة “داعل”.
وقال مراسلنا إن “مسلحين مجهولين نفذوا هجوماً واسعاً على مواقع تتمركز فيها قوات تابعة لفرع المخابرات الجوية في مدينة داعل بريف درعا الشمالي، مساء أمس الأربعاء”.
وأوضح أن “الهجوم استهدف مبنى حزب البعث ومجلس البلدية ومخفر الشرطة، وتزامناً مع الاشتباكات وقعت عدة انفجارات، جراء استخدام القذائف المضادة للدروع والقنابل اليدوية من قبل الطرفين”.
وأضاف أن “قوات النظام أرسلت تعزيزات عسكرية ودبابات من حواجزها المنتشرة في المنطقة إلى المواقع المستهدفة في داعل، وذلك عقب حصار القوات التابعة للمخابرات داخلها، إضافةً إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوفها، وإحراق مبنى حزب البعث بالكامل”، مشيراً إلى أن “قوات النظام استخدمت الدبابات أثناء التصدي للهجمات وتمكنت من إيقافها بعد اشتباكات استمرت لأكثر من ساعتين”.
في حين، هاجم مجهولون الحواجز والمواقع التابعة لقوات النظام والأجهزة الأمنية الواقعة على أطراف بلدة “صيدا” في ريف درعا الشرقي، مستخدمين الأسلحة الرشاشة والقذائف، ما أسفر عن مقتل وجرح العديد من العناصر، وجاء ذلك عقب الأحداث المتسارعة في مدينة “داعل”، التي تفرض فيها قوات النظام حظراً للتجوال منذ فجر اليوم الخميس.
وذكر مراسلنا أن “قوات تابعة لجيش النظام والمخابرات الجوية، تقوم بعمليات تفتيش ومداهمة في داعل، كما أقدمت على إحراق بعض المنازل والدراجات النارية للمواطنين، إضافة إلى اعتقال عدة أشخاص”.
وأفادت مصادر محلية بأن “قوات النظام احتجزت سيدة لعدة ساعات، عقب ضربها بالحذاء لعناصر الأمن أثناء مداهمة منزلها واعتقال أحد أبنائها”.
ومنذ أيام، يسود التوتر محافظة درعا، عقب افتتاح حكومة النظام عدداً من المراكز الانتخابية في المدن والبلدات، إلا أنها فشلت في إجراءها بسبب الرفض الشعبي والمظاهرات الحاشدة التي كان عنوانها “لا شرعية للأسد وانتخاباته”، إضافة إلى تعرض مراكز الاقتراع للهجوم من قبل مسلحين محهولين، ما دفع العاملين فيها على الفرار منها وإغلاقها.
يشار إلى أن آلاف المتظاهرين خرجوا للمطالبة بإسقاط النظام والتأكيد على مبادئ الثورة في بعض المدن بدرعا، إضافة إلى تطبيق الإضراب الشامل في مناطق متفرقة، وتزامن ذلك مع إجراء النظام للانتخابات الرئاسية في محافظات أخرى أمس الأربعاء.