تشهد المناطق الخاضعة لسيطرة قوات “قسد” في شمال شرق سوريا، حالة من الفلتان الأمني، مع ازدياد عدد الهجمات التي تنفذ من قبل الخلايا التابعة لتنظيم داعش، بالإضافة إلى ارتفاع كبير في معدل جرائم القتل والسرقة والسطو المسلح.
وفي الأسابيع الماضية، ازداد نشاط عناصر “داعش” في ريف دير الزور، بالتزامن مع بداية موسم حصاد الأراضي الزراعية في المنطقة، وذلك من أجل تحصيل أموال “الزكاة”، التي يفرضها عناصر التنظيم على التجار والمزارعين وأصحاب المحال التجارية.
حالة الخوف التي خلفها تنظيم داعش لدى الأهالي، دفعت عدداً كبيراً من اللصوص إلى انتحال شخصية قياديين في التنظيم، ومطالبة الأهالي بدفع أموال “الزكاة” لهم، مقابل عدم التعرض لهم.
وذكرت مصادر محلية، أن “أحد عناصر جهاز الأمن العام، التابع لقوات “قسد”، انتحل شخصية عنصر في تنظيم داعش، وقام بمطالبة أحد تجار بلدة الصور في ريف ديرالزور الشمالي، بدفع أموال الزكاة مقابل عدم التعرض له”.
وأفادت المصادر أن “المبلغ الذي طلبه المدعو عبد السلام الأحمد، هو عنصر في جهاز الأمن، بلغ ألف دولار أمريكي، حيث استغل خوف التاجر من تنظيم داعش لإجباره على الدفع”.
وعمد العنصر إلى ملاحقة التاجر لعدة أسابيع، بالتعاون مع أحد عناصر قوات “قسد”، والذي عمل معه في نفس “الخلية الوهمية”، حيث أرسل إلى التاجر رسائل نصية عبر تطبيق “واتس آب”، مطالباً إياه بالدفع في أسرع وقت.
وعقب التنسيق بين قوات “قسد” والتاجر، ومتابعة “الخلية الوهمية” التي ادعت العمل لصالح لتنظيم داعش، تمكنت قوات قسد قبل من اعتقال “الأحمد”، الذي ينحدر من قرية “جديد عكيدات” في ريف ديرالزور الشرقي.
وعثرت قوات “قسد”، أثناء مداهمة الذي كان يتحصن داخله عناصر “الخلية”، على بعض الأسلحة وأجهزة الاتصال الخلوي، كما استطاعت إلقاء القبض على عنصر في قوات “قسد” كان يعمل مع المدعو “عبدالسلام الأحمد”.
وفي السياق ذاته، ذكرت مصادر محلية أن عمليات السرقة والخطف لم تقتصر على خلايا تنظيم داعش، أو من ينتحلون صفة التنظيم لتنفيذ عملياتهم في المنطقة، بل تعدتها لتصل إلى عمليات السرقة التي ينفذها عناصر من قوات “قسد”، تحت غطاء “السلطة الأمنية الممنوحة لهم”.
وتحدث أحد أبناء ريف ديرالزور الشرقي، عن تعرضه لعملية سرقة من قبل عناصر في قوات “قسد”، أثناء مداهمتهم لمنزله في وقت سابق من هذا العام.
وقال في حديث خاص مع منصة SY24، إنه “وبعد مداهمة لقوات قسد لقريتنا وتفتيش منازلنا بحثاً عن مطلوبين، فوجئنا أن هناك مبلغ مالي يعادل مليون و 200 ألف ليرة سورية فقدت من المنزل، بالإضافة إلى مصاغ ذهبي تقدر قيمته بحوالي 1200 دولار أمريكي”.
وأضاف: “قدمنا شكوى إلى القيادي المسؤول عن عملية المداهمة، إلا أنه نفى قيام عناصره بسرقة أي شيء من المنازل، وهددنا بالسجن في حال طالبنا بأموالنا مرة أخرى”.
وأشار الشاب إلى أن “أبناء ريف ديرالزور، أصبحو تحت سندان قسد ومطرقة خلايا داعش”، منوهاً إلى أن “الجميع يضطر إلى الدفع للطرفين في آن واحد، وذلك للحفاظ على حياتهم”.
يشار إلى أن تنظيم داعش عمد منذ سيطرته على مساحات واسعة من سوريا والعراق، إلى مطالبة أبناء هذه المناطق بدفع “الزكاة” له، مهدداً كل من يمتنع بالقتل بتهمة “الردة عن الإسلام”.
وبالرغم من قيام قسد بالقضاء على معظم المصادر المالية التابعة للتنظيم، منذ إعلان “قسد” سيطرتها على شمال شرق سوريا بشكل كامل، في أواخر عام 2019، إلا أن بعض الخلايا التابعة لداعش، ما زالت تعمل على تحصيل الأموال من التجار وأصحاب المحلات التجارية في ريف ديرالزور، لتمويل عملياتهم.