نجحت منظمة “اليونيسيف” الدولية في مخيم “الزعتري”، بإعادة إدماج الأطفال في المدارس، وهو الأمر الذي تدلل عليه أرقام المنظمة، حيث أن 78% من أطفال المخيم ملتحقون بالتعليم، وأن 51% من الأطفال الملتحقين في التعليم داخل المخيم هن من الإناث مقابل 49 % للذكور، وتختلف أسباب تسرب الذكور عن الإناث، إذ غالباً ما يتسرب الذكور عن المدرسة من أجل الالتحاق بسوق العمل.
وقال اللاجئ السوري والناشط في مخيم الزعتري “حسن الحوراني”: إن “الطلاب في مخيم الزعتري يشكلون مجتمعاً متميزاً نظراً لتركيبة أفراده الذين تربطهم علاقات خاصة وتجمعهم أهداف موحدة في ظل مخيم ذو تحديات كثيرة تواجه طلاب المدارس، من أهمها قلة عدد المعلمين الذين يمتلكون الخبرة و الكفاءة في المدارس النظامية، وهذا يسبب مشكلة كبيرة لدى الطالب في المخيم ما يجبرهم ذلك إلى اللجوء لمدارس التقوية المقامة في المخيم، كمدرسة (الريليف انترناشونال)، ويبقون فيها لساعات طويلة، بالإضافة إلى الدوام الرسمي أي وقت الراحة بالنسبة للطالب قليل جداً، وبعضهم يقوم بأخذ دروس خصوصية، وهذا يسبب مشكلة لدى الأهالي لأن دخل الأسر في المخيم محدود أو شبه معدوم”.
وأضاف، أن “الأعداد الكبيرة في كل صف حيث يصل في بعض الأحيان إلى 30 طالباً في غرفة الصف الواحدة، وعدم وجود فاصل بين الحصص يجعل الطلاب متعبين ومرهقين جداً، بالإضافة إلى شعورهم بالملل، فيما يعاني الطلبة في البيت من بعض الصعوبات لأنه لا يوجد غرفة مخصصة لمن يريد أن يدرس بعيداً عن عائلته، وهذه المشكلة تتسبب بضغط شديد عند الطالب وعلى الرغم من كل هذه التحديات فإن مخيم الزعتري يشهد تفوق في التعليم داخل مدارسه، و حتى في الجامعات الأردنية التي يدرسون فيها السوريين”.
ويبلغ عدد الأطفال خارج المدرسة 5774، وتبلغ معدلات التسرب المدرسي 22%، فيما يتلقى نحو 8361 طفلاً، خدمات الدعم التعليمي عبر مراكز مكاني التابعة لمنظمة اليونيسيف.
من جهة أخرى قالت الطالبة واللاجئة في الزعتري “رغد القاسم” : إن “المرحلتين الإعدادية والثانوية، أفضل بكثير من المرحلة الابتدائية، وذلك بسبب وجود معلمين غير مهتمين ومستهترين هدفهم الوحيد فقط قضاء الحصص من أجل رواتبهم ولا يحملون هدف بناء جيل متعلم، وأن التعليم في المرحلة الابتدائية سيء جداً في المخيم، ما يجعلنا أن نكثف الجهود في دروسنا وواجباتنا المدرسية، حتى أني أقضي وقتاً كبيراً أيضاً بتعليم أخوتي الصغار خوفاً على مستقبلهم ومراقبتهم في المدرسة من أجل منعهم من التسرب، لأن حالات التسرب كبيرة جداً بين الأطفال، رغم كل الجهود المبذولة من قبل المنظمات وخاصة اليونيسيف في المخيم، لذلك نبذل كلنا جهداً كبيراً بمراقبتهم دائماً”.
ولفتت “رغد” إلى أن “المدارس في المخيم تحتاج إلى بعض المكونات الأساسية التي تنقصها كمختبر للعلوم ومختبر للحاسوب والتقليل من الأطفال داخل الصفوف، وإيجاد تدفئة في فصل الشتاء وتركيب أشياء تخفف حر الصيف أيضاً”.
يشار إلى أن عدد الأطفال في سن المدرسة يبلغ نحو 26732 طفلاً، بحسب أرقام منظمة اليونيسيف، أي نحو 21 ألفاً منهم يلتحقون بالمدارس أكثر من نصفهم من الإناث.