عاد ما يعرف باسم “جهاز الحسبة” التابع لتنظيم “داعش”، عاد للظهور على الأرض مجدداً، ما أدى إلى حالة من الفلتان الأمني التي يعاني منها السكان في العديد من القرى والبلدات الواقعة ضمن مناطق سيطرة “قسد” في شمال شرق سوريا، إضافةً إلى انشغال الأخيرة في منبج بريف حلب الشرقي، وأرياف الحسكة.
حيث طالب عناصر التنظيم المنتمين لـ “جهاز الحسبة”، جميع أبناء ريف ديرالزور الشرقي، بعدم التعامل مع قوات “قسد” والتحالف الدولي، والاستقالة من المجالس المحلية والهيئات المدنية التابعة للإدارة الذاتية، متوعداً كل من يخالف تعليماته بـ “القتل”.
وأفادت مصادر محلية، بأن عناصر “جهاز الحسبة” قاموا، منذ أسبوع، بإيقاف سيارة نقل داخلي، تقل عدداً من النساء العاملات بحصاد القمح والشعير في الأراضي الزراعية الواقعة بريف ديرالزور الخاضع لسيطرة قوات “قسد”.
وأضافت مصادرنا أن “العناصر أوقفو السيارة بالقرب من مدينة البصيرة بريف ديرالزور الشرقي، وطالبوا النساء بعدم التبرج وارتداء اللباس الشرعي الكامل”.
وأشارت إلى قيام “الحسبة”، بالطلب من جميع أصحاب سيارات النقل الداخلي بعدم نقل أي سيدة “متبرجة” أو لا ترتدي اللباس “الشرعي الكامل”، مهددين المخالفين بحرق سياراتهم وفرض غرامة مالية كبيرة عليهم.
وفي الوقت ذاته، طالب عناصر “جهاز الحسبة” التابع لداعش، وعبر وسطاء محليين، جميع التجار وأصحاب المحلات والمزارعين بضرورة دفع “الزكاة” للتنظيم بأقرب وقت، تجنباً للعقوبات “القاسية” التي ستطال المتخلفين عن الدفع.
حيث يحاول عناصر “داعش” تحصيل الأموال من أبناء ريف ديرالزور تحت مسمى “الزكاة”، وذلك بغرض تمويل عملياته العسكرية ضد قوات “قسد” ودفع رواتب مقاتليه، بالإضافة إلى محاولته تعويض الخسائر المالية الكبيرة التي مني بها سابقاً، جراء قيام قوات “قسد” مدعومة بالتحالف الدولي بمصادر كميات كبيرة من الأموال والذهب.
التحركات الأخيرة لتنظيم داعش في المنطقة، تأتي بعد تعليمات “صارمة” أصدرها الوالي الجديد للتنظيم في المنطقة، والذي تم تنصيبه بعد مقتل الوالي السابق لداعش بغارة جوية للتحالف الدولي، في العام الماضي.
وارتفعت وتيرة العمليات العسكرية لداعش خلال الأيام الماضية، إضافةً إلى قيام عناصر التنظيم باستهداف العاملين بالمجالس والهيئات التابعة للإدارة الذاتية (الجهة المدنية التي تدير مناطق شمال شرق سوريا)، بالدرجة الأولى.
وبالإضافة إلى العمليات العسكرية التي يشنها عناصر تنظيم داعش ضد القواعد العسكرية ونقاط التفتيش التابعة لقوات “قسد” في المنطقة، والتي أسفرت عن مقتل عدد من العناصر وإصابة آخرين بجروح، فضلاً عن تدمير عدد من السيارت والعربات العسكرية التابعة ل”قسد” بعبوات ناسفة.
ومن أبرز الشخصيات التي استهدفتها هجمات تنظيم داعش، خلال الأيام الماضية، الشيخ (يوسف خليفة)، وهو إمام مسجد في قرية (الجنينة) بريف ديرالزور الغربي، وينحدر من حي الحويقة بمدينة ديرالزور، حيث قتله تنظيم داعش بتهمة العمل في “دار الإفتاء والشؤون الدينية” التابعة لـ “الإدارة الذاتية”.