أعلنت حكومة النظام السوري في مدينة ديرالزور، عن البدء بتجهيز فرن آلي جديد في حي “العمال”، وذلك بالتعاون مع منظمة الغذاء العالمي ((WFP، على أن يتم افتتاح الفرن في نهاية شهر حزيران الجاري.
أهالي المدينة ذكروا أن الغرض من تجهيز الفرن هو “سرقة مخصصاته من الطحين والمحروقات”، وذلك بعد قيام ضباط الأفرع الأمنية والمسؤولين في مؤسسات النظام، بسرقة مخصصات بقية الأفران العاملة في المدينة، وبيعها في السوق السوداء.
وعلى الرغم من وجود عدد لا بأس به من الأفران العاملة في المدينة، وانخفاض عدد السكان إلى الثلث، بعد تهجير نظام السوري لمعظم الأهالي عقب سيطرته على كامل المدينة في أواخر عام 2017، إلا أن المدينة مازالت تشهد أزمة حادة في مادة الخبز.
ويعود سبب أزمة الخبز الحادة في المدينة، إلى قيام أصحاب الأفران ببيع معظم مخصصاتهم من مادة الطحين في السوق السوداء، و بتواطؤ مباشر مع مسؤولين في حكومة النظام وبعض قادة وضباط الأفرع الأمنية.
ريم الأحمد ( 39 سنة)، وهي مدرسة في مدينة ديرالزور، تحدثت عن المعاناة اليومية التي تعيشها في سبيل حصولها هي وعائلتها على ربطة خبز واحدة، “لا تكفيهم ليوم واحد”، على حد قولها.
وقالت المعلمة في حديثها لمنصة SY24: “طوابير الخبز أصبحت مشهداً اعتيادياً في ديرالزور، ولا حاجة للحديث عنه مطولاً، ولكن جودة الخبز هي الشغل الشاغل لجميع المواطنين هنا، فالخبز الذي نحصل عليها لا يصلح كعلف للأبقار”.
وتابعت: “من البديهي أن تقوم بتحسين جودة الخبز في الأفران الحالية على أن تفتتح فرن جديد لن يكون أفضل حالاً من سابقيه، من حيث جودة الخبز ونوعيته”.
ونوهت إلى أن الخبز الذي تنتجه الأفران في المدينة “لا يصلح للاستهلاك البشري”، وذلك بسبب عثور الأهالي على “حشرات داخله”، بالإضافة إلى “تكسره بعد خروجه من الفرن بأقل من ساعة”.
وفي السياق ذاته، سيطر قادة وضباط الأفرع الأمنية في مدينة ديرالزور على أفران المدينة بشكل مباشر، حيث يتقاسم هؤلاء الضباط مع أصحاب الأفران، الأرباح الناتجة عن عمليات بيع الطحين والمحروقات في السوق السوداء.
ومن وجهة نظر “ريم الأحمد”، فإن “الفرن الآلي الجديد، المقرر افتتاحه في حي العمال بمدينة دير الزور، سيتم بيع آلاته في السوق السوداء بعد شهر أو اثنين، فهذا الفرن هو استثمار لضباط الأفرع الأمنية وقادة الميليشيات المحيلة، وليس لخدمة المواطنين”، على حد تعبيرها.
وتعاني مدينة ديرالزور، التي يسيطر عليها نظام الأسد والميليشيات المحلية والإيرانية الموالية له، تعاني من أزمة حادة في مادة الخبز، بالإضافة إلى أزمات أخرى في المحروقات والكهرباء والمياه وغيرها من الخدمات.