يعاني السكان في ريف دير الزور الشرقي من التلوث الكبير في مياه نهر الفرات، المصدر الرئيسي لمياه الشرب وإرواء المحاصيل الزراعية في المنطقة، الأمر الذي ساهم في ارتفاع وتيرة الإصابات بالتسمم، في ظل عدم قدرة محطات التحلية على توفير الكميات اللازمة من المياه الصالحة للاستخدام.
حيث بلغت نسبة التلوث في مياه الشرب، التي تضخها محطات تحلية المياه في ريف ديرالزور الشرقي، قرابة 70%، كما بلغت نسبة التلوث الجرثومي في هذه المياه قرابة 50 بالمئة.
وخلال الأشهر الماضية، أدى انخفاض منسوب نهر الفرات إلى توقف معظم محطات تحلية المياه عن العمل، بالإضافة إلى وجود أنابيب الصرف الصحي التي تضخ المياه الملوثة إلى النهر بشكل مباشر، ما أسفر عن تسمم عدد كبير من أبناء ريف ديرالزور الشرقي، بسبب شربهم المياه الملوثة.
وأكدت مصادر خاصة لمنصة SY24، أن أحد أهم أسباب تلوث نهر الفرات يعود إلى النفايات النفطية التي تفرغ في المياه، من قبل “حراقات النفط البدائية” الموجودة بالقرب من السرير النهري.
وأشارت مصادرنا إلى ظهور بقع نفطية بالقرب من بلدة “ذيبان” بجانب المعابر النهرية، والتي تنشط بعمليات تهريب النفط والمحروقات من مناطق سيطرة “قسد” شرقي الفرات، إلى مناطق سيطرة النظام على الضفة المقابلة.
وبحسب مصادر طبية، فإن عدد إصابات التسمم ارتفع بشكل كبير خلال الأيام الماضية في ريف ديرالزور الشرقي، حيث استقبلت المراكز الطبية والعيادات الخاصة المئات من المرضى المصابين بالتسمم “نتيجة شرب مياه النهر الملوثة”.
وذكر أحد العاملين في مشفى الفرات في بلدة “أبو حمام” بريف ديرالزور الشرقي الذي يخضع لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”، أن “أعراض التسمم قد ظهرت على عدد كبير من المراجعين للمشفى خلال الأيام الماضية نتيجة شربهم مياهاً ملوثة”.
وأضاف مصدرنا، أن “العلاج المقدم للمرضى لا يقيهم من الإصابة بالتسمم”، وطالب في الوقت ذاته، “بإصلاح محطات تصفية المياه وصيانتها بشكل دوري لوقاية المنطقة من كارثة محتملة”.
وأشار المصدر إلى أن الأعراض التي تظهر على المصابين بالتسمم تنحصر بين إسهال شديد، والتهاب معوي حاد وإقياء، منوها إلى أن هذه الأعراض “تصيب جميع الفئات العمرية، ولكنها تظهر بشكل قوي عند الأطفال”.
وتتوزع محطات تصفية وتحلية مياه نهر الفرات بريف ديرالزور الشرقي، على طول السرير النهري الذي يمتد من ناحية البصيرة إلى بلدة الباغوز عند الحدود السورية العراقية، وتشرف المجالس المحلية التي عينتها الإدارة الذاتية على عمل هذه المحطات.
وفي سياق متصل، أعلن عدد من أهالي بلدة “الدحلة” بريف ديرالزور الشرقي، عن قيامهم بجمع مبلغ مليون ليرة سورية، وذلك من أجل تنظيف المنطقة التي تقع في محيط محطة تصفية المياه، والتي توقفت عن العمل منذ أكثر من 15 يوماً.
وطالب الأهالي، المجالس المحلية التابعة لـ “الإدارة الذاتية”، بتوفير “قطع غيار ومحروقات لمحطات تصفية المياه”، وأيضاً تعقيم مياه النهر وعدم السماح برمي “النفايات النفطية” في مجرى نهر الفرات.