أدى ارتفاع معدلات البطالة في المناطق التي تسيطر عليها “قسد” في شمال شرق سوريا، إلى ازدياد كبير في أعداد الأشخاص الذين يتعاطون المواد المخدرة، الأمر الذي يعتبر دخيلاً على عادات وتقاليد الشعب السوري.
وتنوعت المواد المخدرة التي يتعاطاها الشباب بين المواد المخدرة التقليدية مثل “الحشيش والأفيون”، والمواد الكيميائية مثل (الهيروين والكوكايين)، إلا أن الشباب اتجهوا في الآونة الأخيرة إلى تعاطي مادة “الأمفيتامين” الكيمائية، والمعروفة باسم “الكريستال”.
حيث ذكرت مصادر محلية، أن مادة الكريستال الأبيض “الأمفيتامين” منتشرة بشكل كبير بين الشباب في مناطق قسد، على الرغم من ارتفاع سعرها محلياً، مقارنةً بأسعار بقية المواد المخدرة.
وأكدت المصادر، أن “الميليشيات الإيرانية المتواجدة في الضفة الغربية لنهر الفرات، هي المصدر الرئيسي لهذه المواد، حيث تقوم بنقلها من مناطقها إلى مناطق “قسد” على الضفة المقابلة.
ووفقا لمصادرنا، فإن “سماسرة محليين يقومون بتسهيل عمل الميليشيات الإيرانية، من أجل إدخال المواد المخدرة بشكل عام ومادة الكريستال بشكل خاص، عن طريق تهريبها عبر المعابر النهرية غير النظامية، والتي تصل مناطق سيطرتها بمناطق قسد”.
ورغم ارتفاع سعر مادة “الكريستال” ومخاطر الإدمان عليها، إلا أنها تلقى رواجاً كبيراً بين الشباب، حيث ذكر شاب يدعى “خالد”، أنه يبيع أثاث منزله بشكل تدريجي، كما يطلب الأموال من أصدقائه في بعض الأحيان لتأمين كمية قليلة من مادة “الكريستال” المخدرة.
وفي حديث خاص مع منصة SY24، قال الشاب: “أدمنت على هذه المادة منذ فترة قريبة، رغم أن ثمنها في مناطقنا مرتفع جداً، حيث يتراوح سعر الغرام الواحد بين 50 و 100 ألف ليرة سورية”.
وفي السياق، علمت منصة SY24 أن “الميليشيات الإيرانية تدخل مادة الكريستال إلى مناطق نفوذها في ديرالزور، عبر معبر البوكمال البري الواصل بين الأراضي السورية والعراقية، عقب نقلها من إيران إلى العراق، عن طريق الحرس الثوري، ومن ثم تسلم لميليشيا لواء أبو الفضل العباس التي تتولى مهمة ترويجها ضمن مناطق سيطرة النظام، إضافة إلى تهريبها إلى مناطق قسد”.
ونوهت مصادرنا إلى أن “الغرام الواحد من المادة المخدرة، يبلغ ثمنه في سوريا نحو 100 ألف ليرة، أي ما يعادل تقريباً 30 دولار فقط”.
وأوضحت مصادرنا، أن “الميليشيات الإيرانية تتعمد بيع المادة بأسعار منخفضة، لضمان وصولها إلى أكبر عدد ممكن من الشباب السوريين، وذلك بهدف تجنيدهم في صفوفها، وسهولة السيطرة عليهم بغية استخدامهم لتحقيق مصالح طهران وتطبيق مشاريعها الطائفية في سوريا”.
وتعد مادة “الكريستال” المخدرة، من أخطر المواد المخدرة في العالم، كون الإدمان عليها يسبب أمراض في الكلى والقلب من الممكن أن تؤدي إلى الموت.
ومؤخرا اعترف النظام السوري بأن سوريا وصلت لمرحلة باتت فيها بلد عبور للمخدرات إلى الدول المجاورة، كما اعترف النظام بعمليات تهريب المخدرات التي تتم عبر الحدود بين سوريا والدول المجاورة.
وبشكل شبه يومي، تتصدر أخبار المخدرات ومروجيها ومتعاطيها واجهة الأحداث اليومية والأمنية في سوريا، وسط تكتم ملحوظ من النظام السوري وأجهزته الأمنية على مصدرها والتجار الكبار الذين يعملون على إدخالها إلى سوريا، رغم أن أصابع الاتهام والتلميحات حتى من الموالين تشير إلى المليشيات الإيرانية وميليشيا حزب الله وميليشيا الدفاع الوطني بالوقوف وراء ذلك.