كشفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، عن أن مئات الأطفال من أبناء مقاتلي تنظيم “داعش” تم نقلهم من مخيم “الهول” إلى سجون للكبار شمال شرقي سوريا.
وذكرت اللجنة في تقرير صادر عنها، أمس الأربعاء، حسب ما رصدت منصة SY24، أن الأطفال نقلوا للسجون من مخيم “الهول” الخاضع لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”، والذي يعيش بداخله نحو 60 ألف شخص من أكثر من 60 دولة.
وذكر التقرير أن “مئات الأطفال، معظمهم من الذكور، وبعضهم في عمر 12 عاما ما زالوا محتجزين في سجون للبالغين، وهي أماكن لا تناسبهم ببساطة”.
وأشار إلى أن اللجنة “أجرت نحو 36 زيارة لأماكن احتجاز في أنحاء سوريا العام الماضي، وهي الهيئة الوحيدة التي سُمح لها بذلك، وطلبت إجراء محادثات خاصة مع النزلاء بخصوص معاملتهم وظروفهم لكن النتائج السرية للمقابلات لا تفصح عنها إلا للسلطات”.
ونقل التقرير عن مسؤول في اللجنة الدولية زار مخيم “الهول” أربع مرات خلال العامين الماضيين، قوله “لا يمكنني تحمل رؤية كثير من الأطفال خلف الأسلاك الشائكة”.
وناشدت اللجنة الدولية، الدول من أجل استعادة رعاياها من مخيم “الهول” والالتزام بلم شمل العائلات “حسب القانون الدولي”.
من جهتها، نقلت مصادر إعلامية تابعة لـ قوات سوريا الديمقراطية”، عن مسؤول في ما تسمى “الإدارة الذاتية” قوله إنهم “اضطروا لنقل أطفال من المخيم بعد بلوغهم سن الثانية عشر”.
وأشار إلى أن هؤلاء الأطفال، هم حالياً في مراكز مؤقتة لغاية بناء مراكز إعادة تأهيل ودمج الأطفال”.
وكشف المسؤول ذاته عن نيتهم “إنشاء 16 مركزا لوضع الأطفال فيها، مشيرا إلى أن “قلة الدعم المقدم تحول دون إنشاء تلك المراكز”، مطالبا في الوقت نفسه الدول المعنية بتقديم الدعم لذلك.
وتقدر “اليونيسيف” عدد الأطفال الأجانب في سوريا بحوالي 28 ألف طفل من أكثر من 60 بلدا مختلفا، بما في ذلك قرابة 20 ألفا من العراق، مازالوا عالقين في شمال شرق سوريا، معظمهم في مخيمات النازحين.
ونهاية أيار/مايو الماضي، نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” مخاوف خبراء أمنيون من استمرار الدول الأوروبية ترك نساء وأطفال “داعش” في المخيمات داخل سوريا.
وفي وقت سابق، ذكرت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” في تقرير، أن “مخيم الهول أقرب إلى معسكر احتجاز يضمُّ حتى الآن عشرات آلاف النازحين في ظروف غير إنسانية”.