أكدت مصادر طبية، أن حملة اللقاح المضاد لفيروس كورونا ما زالت مستمرة في شمال غرب سوريا، منذ انطلاقها في الأول من شهر أيار الماضي وحتى الآن، موضحةً أن الأعراض الجانبية التي ظهرت على المستفيدين من اللقاح، استمرت لفترة قصيرة جدا دون أن تترك أي أثر يذكر.
وقال الدكتور “ياسر نجيب” رئيس “فريق لقاح سوريا” في تصريح خاص لمنصة SY24، إن “مجموع الحالات التي اشتكت من أعراض جانبية تالية للقاح كان 452 حالة من أصل 35021 شخصا تلقى اللقاح حتى الآن بنسبة 1.2%، أي 6 حالات لكل 500 ملقح”.
وأضاف أن “أهم الأعراض كانت الصداع والتعب العام والألم الموضعي مكان الحقن والآلام العضلية والحرارة”.
وبيّن أن “هذه الأعراض الجانبية استمرت من ساعات إلى يومين، وزالت دون ترك أي أثر”، مشيراً إلى أن “هناك 93 طبيب آثار جانبية يعمل مع فريق الحملة، مهمتهم تدبير هذه الحالات ومتابعتها طيلة فترة الحملة”.
من جهته، ذكر الدكتور “ياسر الفروح” المسؤول عن ملف الآثار الجانبية لمنصة SY24، أن “معظم الحالات التي تم الإبلاغ عنها بخصوص الأعراض، كانت حالات خفيفة ولم يكن لديها أي أعراض شديدة، و17 حالة فقط احتاجت إلى تقصي ومراقبة وضعهم لمعرفة شدة تطور هذه الأعراض لديهم، لكن بشكل عام كانت الأعراض خفيفة”.
وبيّن أنه “80% من الحالات شعروا بالصداع، وبنسبة 75% شعروا بالتعب والآلام العضلية، وما نسبته 68% شعروا بألم مكان الحقن، وبنسبة 65% شعروا بالحرارة”.
وأكد أنه ليس “هناك أعراض خطيرة تم الإبلاغ عنها، ولم يتم الإبلاغ عن حالات (خثار أو جلطات) كما يشاع ويتخوف منه الأهالي رغم أن لدينا القدرة على متابعة ومراقبة هكذا حالات والتعامل معها وعلاجها ولكن حتى الآن لم يكن هناك أي إبلاغ عن هذه الحالات”.
وأوضح أن “شخصًا واحدًا فقط تطورت معه الأعراض وتعرض لصدمة تحسسية وتم إدخاله للمستشفى مدة 4 ساعات وتم إعطائه الأدوية اللازمة وتم تخريجه مباشرة”.
ونوّه إلى أنه “ليس هناك أي أعراض مخيفة، ولكن بشكل عام فإن معدل الإبلاغ عن الأعراض منخفض ولذلك لا يمكننا أن نعطي إحصائيات دقيقة عنها”.
وقال أيضا إن “أغلب الحالات تم منحها مسكن فموي (سيتامول)، ومن تم إدخاله إلى المستشفى بشكل مؤقت وتم تخريجها في اليوم نفسه، شعرت معظمها صداع شديد، وتزامن دخولها مع شهر رمضان ومن أجل ذلك احتاجت الحالات لفتح وريد وإعطائهم سيتامول وريدي”.
ومتابعة لملف الأعراض الجانبية، توجهت منصة SY24، إلى “رائد الصالح” مدير الدفاع المدني السوري، الذي كان من بين الأشخاص الذين حصلوا على اللقاح في الشمال السوري، لسؤاله عن الأعراض التي شعر بها.
وأوضح “الصالح” أنه وبعد تلقي الجرعة الأولى من لقاح “استرازينيكا” في الشمال السوري، لم يشعر بأي أعراض جانبية.
وأضاف أنه عند تلقي الجرعة الثانية من اللقاح وكانت من نوع “فايزر الألماني”، والتي حصل عليها في تركيا، شعر بـ “نوبات برد، وارتفاع حرارة” ولكنها استمرت ساعات قليلة، ومن بعدها لم يشعر بأي أعراض أخرى.
وكان مسؤول ملف “COVID-19” في مديرية صحة إدلب، الدكتور “حسام قره محمد” قال في تصريح خاص لمنصة SY24، “نحن نواجه حرب شائعات وهي حرب متوقعة على أي لقاح، مع العلم أننا التزمنا بالتعليمات العالمية للقاح”.
وأضاف أن “اللقاح نفسه يتم أخذه في بريطانيا والمسألة ليست من الغرب أو ما له علاقة بالمؤامرة، ونحن جاهزون لمصارحة الإعلام بكل شيء، إذ لسنا مضطرون لتلقيح المدنيين إذا لم يكن اللقاح آمن، وأنا عن نفسي أخذت اللقاح وأشعر بألم فقط مكان الحقن وألم بالكتف”.
وتابع قائلاً: إن “الخوف من الجلطات هو كلام غير دقيق، إذ يسبب اللقاح خثار (جلطة دموية) بحالات نادرة جدا أي 1 بالـ 100 ألف علميا وطبيا”.
وحتى بداية تموز الجاري، بلغت حصيلة الإصابات بفيروس كورونا في الشمال السوري، إلى 25 ألفاً و705، في حين أعلنت “مختبرات الترصد الوبائي” أن أعداد الوفيات وصلت إلى 709.