بدأت إيران تحصد ثمار ضغطها على النظام السوري واستغلال حاجته لتصدير منتجاته إلى أسواقها، لتتمكن أخيرا من تثبيت أقدامها في الاقتصاد السوري والسيطرة على كافة مفاصله الاستراتيجية.
وفي التفاصيل، شاركت إيران كعضو رئيسي في إطلاق المكتب الإقليمي لاتحاد المصدرين والمستوردين العرب في سوريا، خلال حفل أقيم، أمس الأحد، في فندق شيراتون دمشق.
وشارك في هذه الفعالية الاقتصادية، وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية في حكومة النظام السوري، ورؤساء اتحادات غرف التجارة والزراعة ورؤساء غرف صناعة دمشق وريفها وتجارة ريف دمشق، وأعضاء مجالس إدارات غرف التجارة والصناعة، ومجلس رجال الأعمال السوري الروسي، وغرفة التجارة السورية الإيرانية، وعدد من مدراء المصارف الخاصة وحشد من رجال الأعمال ومسؤولي وزارة الاقتصاد التابعة للنظام.
ويهدف المكتب حسب ما تابعت منصة SY24، إلى “دعم وتنشيط الصادرات الوطنية، من خلال خطط استثمارية وخطط لتعزيز الصادرات ومحاربة الفقر والبطالة واستثمارات في البنية التحتية”.
وسيكون المكتب الإقليمي “داعماً لحركة الصادرات السورية خلال الفترة القادمة، ويسهم بإزالة المعوقات أمامها في كل الدول العربية ولا سيما التي تتعلق بالنقل والحوالات والاستثمار والشحن”.
ولفت وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية التابع للنظام إلى أن “الإنطلاقة الجديدة للمكتب الإقليمي لاتحاد المصدرين والمستوردين العرب في سوريا، سبقتها تحضيرات كبيرة من أجل تفعيل عمل المكتب بالاتجاهات التي تفيد سوريا واستثمار كل الطاقات الموجودة في البلاد، سواء على مستوى القطاع الخاص أو الحكومي بحيث يكون للمكتب دور داعم للصادرات السورية والترويج لها في الدول العربية”.
وكان اللافت للانتباه، محاولة وكالة “سانا” الموالية للنظام، التعتيم على التواجد الإيراني في هذه الفعالية، من دون توضيح الأسباب، في حينم أكدت مصادر اقتصادية تابعة للنظام، أن إيران كانت حاضرة من خلال أذرعها الاقتصادية في حفل التوقيع لاعتماد المكتب الإقليمي في دمشق.
ونهاية حزيران/يونيو الماضي، أعلنت وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية التابعة للنظام، تمديد إعفاء مستوردات القطاع العام الإيرانية من الرسوم الجمركية والضرائب، لمدة ستة أشهر قادمة.، في إطار مواصلة النظام السوري تقديم التنازلات لإيران طمعا بموافقتها السماح للبضائع السورية بغزو الأسواق الإيرانية، الأمر الذي تعمل طهران على استغلاله بشكل ملحوظ لصالحها.
ومؤخرا، أعلن النظام السوري عن تحويل منطقة البرامكة في دمشق إلى مركز تجاري لإيران، وذلك في إطار الإغراءات التي يقدمها النظام لطهران مقابل السماح بترويج منتجاته في الأسواق الإيرانية.
وكان رئيس الغرفة التجارية السورية الإيرانية المشتركة، المدعو “فهد درويش”، اعترف بالمعوقات التي تضعها إيران في وجه تصدير المنتجات السورية إلى طهران، كاشفا عن استعداد تقديم النظام تنازلات وإغراءات لإيران مقابل تذليل تلك العقبات.