أكدت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، أن الجيش اللبناني بات غير قادر على ضبط عمليات تهريب المحروقات بين لبنان وسوريا، لافتة إلى تكثيف دورياته على الحدود السورية.
وذكرت الصحيفة الأمريكية في تقرير لها، حسب ما تابعت منصة SY24، أن الجيش اللبناني يقوم بمراقبة عمليات تهريب البنزين من لبنان عبر الحدود إلى سوريا.
وأشارت إلى أن الجيش اللبناني عثر على بعض الجسور في الأسابيع الماضية وقام بإغلاقها، ولكنها لم تكن كافية لمنع التجارة غير الشرعية في البنزين التي تتزايد، مضيفة أن الجيش زاد من دورياته قرب الحدود السورية وسط حنق شعبي عام بسبب تهريب الوقود إلى سوريا في وقت يعاني فيه البلد من أزمة وقود حادة لم تمر عليه في تاريخه.
وذكرت الصحيفة أن عملية التهريب التي تتم على طول الحدود التي تمتد على 250 ميلا ليست جديدة، حيث يتم التهريب من الطرفين ونقل المخدرات والأسلحة والمواد الغذائية والبشر، مشيرة إلى أن الجهود لوقف تهريب البنزين إلى سوريا ليست ناجحة مثل الجهود السابقة لمنع كل أنواع التهريب الأخرى.
ولفت التقرير إلى أن الحدود بين لبنان وسوريا متداخلة وجغرافيتها صعبة، في حين تعرقل الجبال في الشرق والنهر في الغرب عمليات مكافحة التهريب.
وبيّن أن أزمة نقص الوقود في سوريا نبعت من عدة أزمات منها الحرب الأهلية المستمرة منذ عقد وتدمير بنى الطاقة المحلية والعقوبات الدولية ونقص العملة الأجنبية.
وأوضح التقرير أن “حكومة الأسد لم تعد تسيطر على حقول النفط التي أصبحت خاضعة للقوات الكردية التي تدعمها القوات الأمريكية، بينما في دمشق تمتد ساعات الانتظار لست ساعات أو أكثر”.
وجاء في التقرير أيضا أن المواقف تتنوع من عمليات تهريب النفط إلى سوريا بالمواقف السياسية، فالمناطق القريبة من الحدود اللبنانية مع سوريا خاضعة لسيطرة حزب الله، الحليف القوي لنظام بشار الأسد، بينما يتهم أعداء الحزب بأنه يدير شبكة تهريب قوية.
ويقوم الجيش اللبناني الذي حظي بمساعدة 2.5 مليار دولار من الولايات المتحدة، حسب التقرير، بجهود حثيثة لوقف التجارة غير الشرعية وأنشأ أبراج مراقبة وقام بمداهمات للمشتبه بتورطهم في التدريب، لكنه لم يتلق دعما من السوريين على الجانب الآخر من الحدود، في إشارة إلى قوات النظام.
وتفيد المعلومات بأن “ما يقارب من 60 مليون دولار شهريا، هي أرباح غير مشروعة تحققها ميليشيا حزب الله ومافيا التهريب عبر الحدود من خلال تهريب الوقود عبر الحدود اللبنانية السورية”، في حين تبلغ نسبة الوقود المهرب “حوالي 90% من الوقود المدعوم للشعب اللبناني”، حسب ما ذكرت مصادر لبنانية لمنصة SY24.
واستنكرت الصحافية والكاتبة السياسية اللبنانية “مريم مجدولين اللحام” في حديثها لمنصة SY24، عمليات تهريب النفط التي تقوم بها ميليشيا “حزب الله” من لبنان إلى سوريا، لافتة إلى أن هذه الميليشيا تستغل المواطن اللبناني، وتفتح الباب لاستغلال المواطن السوري أيضا.
ومؤخرا، كشفت مصادر خاصة عن ارتفاع عدد المعابر غير الشرعية المخصصة للتهريب بين سوريا ولبنان، وذلك على مرأى ومسمع من مديرية الجمارك والسلطات المختصة بضبط الحدود بين البلدين.