تبدو الشوارع والطرقات في مدينة درعا، شبه خالية من المارة، بالتزامن مع الانتشار المكثف لقوات الجيش والأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري، والحصار المفروض على السكان في منطقة درعا البلد.
مراسلنا في درعا، قال إن “السكان في معظم أحياء درعا، يتعمدون البقاء في منازلهم، خوفاً من تعرضهم للاعتقال من قبل الشبيحة وعناصر الأجهزة الأمنية”.
والتقط مراسلنا صوراً تظهر خلو الطرقات من المارة وانعدام مظاهر الحياة في درعا، مشيراً إلى أن عدد المراجعين للمؤسسات الحكومية انخفض بشكل واضح خلال الأيام الماضية.
وذكر أن “الأجهزة الأمنية قامت بنشر المئات من عناصرها في الطرقات الرئيسية والفرعية داخل الأحياء السكنية في مدينة درعا، حيث يتم إيقاف المارة عشوائيا بحثا عن الشباب الذين ينحدرون من منطقة درعا البلد، المحاصرة من قبل قوات النظام وروسيا منذ 24 حزيران الماضي”.
كما تقوم النقاط والحواجز العسكرية المنتشرة في مدينة درعا، بإطلاق النار نحو منازل المدنيين في أحياء درعا البلد، بشكل متكرر، في حين تواصل إغلاق الطرق المؤدية إلى المنطقة، وتمنع سكانها من الخروج أو الدخول من درعا البلد، إلا أن تلك الحواجز تسمح للبعض بالخروج من درعا البلد دون عودة، مقابل دفع مبالغ مالية.
وأشار مراسلنا إلى أن “قوات النظام حصرت الطرقات بين درعا المدينة ودرعا البلد بطريق وحيد و هو طريق منطقة سجنة، لكنها وضعت عليه حاجزاً لميليشيا محلية تابعة للأمن العسكري، يترأسها المدعو شادي بجبوج (العو)، فيما لم تتمكن من إطباق الحصار على درعا البلد من كافة الاتجاهات وإنما بقي طريق نصيب – البلد، وطريق نصيب – السد مفتوحتان باتجاه شرق درعا، لعدم سيطرة قوات النظام على تلك المناطق قبل وبعد اتفاق التسوية، و تعتبر هذه الطرق هي الوحيدة التي تصل درعا البلد بدرعا المدينة و أرياف درعا حالياً”.
وتحاصر قوات النظام وروسيا الأهالي في منطقة درعا البلد، وتمنعهم من مغادرتها، منذ 24 حزيران الماضي وحتى الآن، وذلك عقب رفض طلب القائد الجديد للقوات الروسية في الجنوب، والذي ينص على تسليم سكان درعا البلد السلاح الذي بحوزتهم، الأمر الذي لاقى رفضاً واسعاً.
الجدير ذكره أن المنطقة الجنوبية ومنذ سيطرة جيش النظام والقوات الروسية والميليشيات الإيرانية عليها، تشهد توترًا أمنيًا متسارعًا سواء على صعيد عمليات الاغتيال أو العبوات الناسفة، وصولاً إلى عودة المواجهات العسكرية، الأمر الذي يلقي بظلاله السلبية على حياة السكان المعيشية.