حذّرت منظمة “أنقذوا الأطفال” الدولية، من انعكاس استمرار التصعيد وخرق وقف إطلاق النار على الأطفال شمال سوريا، لافتة في الوقت ذاته إلى ارتفاع حجم احتياجات هؤلاء الأطفال مقارنة بفترات سابقة.
ووثقت المنظمة في بيان ترجمته منصة SY24، مقتل 10 أطفال على الأقل وإصابة ستة في 11 هجومًا على الأقل في شمال غرب سوريا منذ بداية يونيو الماضي.
وأشارت إلى أنه من بين الضحايا ممرضة من إحدى المنظمات الشريكة لمنظمة إنقاذ الطفولة وثلاثة من أطفالها.
ولفتت إلى أن تصاعد العنف يشكل خرقا مستمرا لوقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه في شمال غرب سوريا في مارس من العام الماضي.
وأثّرت موجة العنف الأخيرة في شمال غرب سوريا بعد 10 سنوات من الصراع على ثلاث مدارس على الأقل ومستشفى واحد في الشهر الماضي، حسب المنظمة.
وأكدت المنظمة أن هذه الموجة الأخيرة من العنف لا تقوض وقف إطلاق النار فحسب ، بل تزيد من تفاقم الوضع الإنساني المزري لآلاف الأشخاص الذين اضطروا مؤخرًا إلى الفرار من منازلهم، بما في ذلك أكثر من 3000 شخص نزحوا خلال يومين فقط في منتصف يونيو.
وقالت مديرة منظمة إنقاذ الطفولة في سوريا “سونيا كوش”، حسب البيان “لقد كانت الخسائر في الأرواح في هذا العنف المتصاعد أمرًا مدمرًا ، وقد حزن قلوبنا بسبب نبأ مقتل أحد الممرضات العاملة مع أحد شركائنا، مع ثلاثة من أطفالها”.
وأضافت أن “هذه الحرب تكلف أطفال وشباب سوريا مستقبلهم، بينما يستمرون في تحمل وطأة صراع لا نهاية له على ما يبدو”.
ودَعت جميع أطراف النزاع إلى الالتزام الفوري والكامل بوقف إطلاق النار المتفق عليه العام الماضي من أجل حماية الأطفال والمدنيين، وإلى وضع حد للانتهاكات الجسيمة المرتكبة ضد الأبرياء.
ورأت أن حجم احتياجات الأطفال في شمال غرب سوريا لم يكن بهذا الحجم من قبل، مؤكدة أن الانتهاكات المستمرة لوقف إطلاق النار تهدد وصول الأطفال إلى المساعدة الإنسانية، بما في ذلك الوصول إلى التعليم الآمن والمأوى الآمن والخدمات الأساسية في وقت الأزمة الاقتصادية والوباء المستمر”.
والأحد الماضي، أدانت منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة “يونيسيف”، قصف النظام السوري وروسيا على منطقة جبل الزاوية جنوبي إدلب، والذي أدى إلى وقوع قتلى من المدنيين بينهم أطفال.
وقال “تيد شيبان”، المدير الإقليمي لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في بيان حسب ما تابعت منصة SY24، إن “هذه الهجمات هي الأسوأ منذ التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في المنطقة في آذار/مارس من العام الماضي”.
والسبت، قتل 8 مدنيين وجرح آخرون، بقصف مدفعي من قوات النظام السوري وروسيا، استهدف قرى جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي.
وقال مراسل SY24 إن القصف المدفعي أدى لوقوع مجزرة في قرية “إبلين” راح ضحيتها 5 مدنيين من عائلة واحدة، إضافة إلى جرح امرأة وطفلين.
وأضاف المراسل أن قرية “بليون” تعرضت لقصف مماثل، ما أدى إلى مقتل طفلتين هما ابنتا المتطوع بالدفاع المدني السوري “عمر العمر” وإصابته هو وزوجته، وفق ما أكد الدفاع المدني في بيان له أيضا.
وفي السياق ذاته، تسبب القصف أيضا بإصابة 4 مدنيين من عائلة واحدة، وذلك بقرية “بلشون” في الريف ذاته.
وتواصل قوات النظام والميليشيات الموالية لروسيا وإيران عملياتها العسكرية في الشمال السوري، رغم اتفاق وقف إطلاق النار المعلن منذ الخامس من آذار 2020.