دقت مصادر طبية بيطرية في مناطق النظام السوري ناقوس الخطر، محذرة من المؤشرات التي تدل على قرب انهيار “قطاع الدواجن”، الأمر الذي أثار مخاوف المقيمين في مناطق النظام، نظرا لأن هذا القطاع يُشغل الكثير من الأيدي العاملة أيضا، الأمر الذي يُكذّب ادعاءات إيران في سعيها لدعم الثروة الحيوانية في سوريا.
وفي التفاصيل التي تابعتها منصة SY24، حذّر استشاري بصحة اللحوم الدكتور البيطري “مروان عزي” من بداية انهيار قطاع الدواجن بعد الارتفاع الكبير للأعلاف والمحروقات، والذي أدى إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج بشكل غير مسبوق.
وأشار إلى أن تكلفة إنتاج الفروج الحي تجاوزت الـ 5 آلاف ليرة للكيلو الواحد، دون احتساب تكاليف النقل والذبح والتوزيع والتصافي الواقعة ضمن نطاق تكاليف تشغيل المسلخ وليس مداجن التربية.
وأكد أن هذه التكاليف مرتفعة جداً حتى بالمقارنة بتكاليف الإنتاج في الدول المجاورة، مما يمنع حتى التفكير بإمكانية التصدير إنقاذاً للقطاع.
وأوضح أن ربط هذه التكاليف بالانخفاض الحاد في قدرة المواطن الشرائية يعرض المنتجين لخسائر فادحة ستودي بالقطاع بشكل شبه كامل.
ولفت إلى أن التأثيرات السلبية لذلك ستتعدى التأثير على الأمن الغذائي السوري إلى انعكاسات اقتصادية واجتماعية تؤثر جذرياً في بنية المجتمع السوري، حيث إن القطاع يشغل 11% من اليد العاملة السورية بشكل مباشر أو غير مباشر، كما أن انهيار القطاع سيؤدي إلى فقدان المنتجين الأمل بالعمل الإنتاجي الزراعي وبالتالي تمركز القطاع بيد قلة قليلة من المحتكرين.
ودعا الطبيب البيطري النظام وحكومته، إلى التخفيف من هذه الآثار لابد من تغير السياسات الاقتصادية الجبائية إلى سياسات تأخذ بالحسبان التنمية المستدامة للقطاع التي غابت حتى لفظياً عن التصريحات الحكومية، إضافة إلى عدم أخذها بالحسبان أن قطاع الإنتاج الحيواني من الركائز الأساسية للاقتصاد السوري ويؤثر ويتأثر بالحالة الاقتصادية بشكل كبير.
وفي وقت سابق من العام الجاري، أعلنت إيران نيتها وضع يدها على “الثروة الحيوانية” في سوريا، مدعية أن لديها الإمكانيات الكبيرة لدعم هذا القطاع، متجاهلة الانهيار الحاصل فيه بسبب الظروف الاقتصادية المتردية التي تمر بها مناطق سيطرة النظام بشكل خاص.
جاء ذلك على لسان نائب الرئيس الإيراني للشؤون العلمية والتقنية، المدعو “سورنا ستاري”، خلال لقائه بوزير زراعة النظام السوري، المدعو “محمد حسان قطنا” في دمشق.
وادعى المسؤول الإيراني أن طهران تنوي تطبيق نظام لتسجيل الثروة الحيوانية السورية، وربطها بنظام للتأمين على المواشي، وإحداث معمل لإنتاج اللقاحات البيطرية وخاصة الحمى القلاعية، وفق تعبيره.
ومطلع شباط/فبراير الماضي، اعترف النظام وعلى لسان رئيس جمعية اللحامين في سوريا،أن “الثروة الحيوانية مهددة بالانقراض في سوريا والأسعار ستستمر بالارتفاع إذا لم يتم تأمين الأعلاف ودعمها من الحكومة.