يعاني سكان المخيمات العشوائية المتواجدة في محيط مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة قوات “قسد”، من أوضاع معيشية سيئة بسبب الإهمال الكبير من قبل الإدارة الذاتية والمنظمات المحلية والدولية التي تنشط في المنطقة.
ويعيش في هذه المخيمات عشرات العائلات من أهالي مدينة الرقة التي فقدت منازلها نتيجة العمليات العسكرية التي شهدتها المدينة، قبيل انسحاب تنظيم داعش منها في أواخر عام 2017.
وبسبب تردي أوضاعهم المعيشية لم يتمكن هؤلاء من إعادة ترميم منازلهم، مما اضطرهم إلى إنشاء مخيمات عشوائية في محيط مدينة الرقة، والتي تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة من ماء وكهرباء وصرف صحي وخدمات طبية.
ويعد مخيم “اليوناني” الواقع بالقرب من مدينة الرقة من الجهة الجنوبية، أحد هذه المخيمات العشوائية وأقدمها في المنطقة، حيث يقيم فيه عشرات العائلات المنحدرة من مدينة الرقة.
ويعاني سكان المخيم من عدم توفر الخبز المدعوم والذي يتم توزيعه من قبل “الإدارة الذاتية” على سكان المنطقة، مما يضطرهم إلى شراء الخبز بأسعار مرتفعة.
بينما يشهد المخيم ارتفاعاً ملحوظاً في عدد المصابين بأمراض الجهاز الهضمي والأمعاء والإسهال وخصوصاً بين الأطفال، وذلك بسبب تلوث المياه المتواجدة في المخيم، والتي يتم نقلها إلى المخيم من نهر الفرات، نظراً لعدم توفير السيارات التي تنقل المياه الصالحة للشرب من قبل “الإدارة الذاتية”.
ويضطر معظم سكان مخيم، إلى التنقيب داخل مكبات النفايات على أطراف الرقة، بحثاً عما يمكنهم بيعه لتأمين قوت يومهم، حيث ذكرت مصادر محلية أن “معظم المخيمات العشوائية المتواجدة في الرقة تعاني من تردي الأوضاع المعيشية، والإهمال المتعمد من قبل الإدارة الذاتية التي أوقفت عملية توزيع المساعدات الإغاثية لسكان تلك المخيمات منذ كانون الأول من العام الماضي”.
ولفتت المصادر إلى أن “لجنة الاقتصاد التابعة للإدارة الذاتية قد طلبت من سكان هذه المخيمات عدم مراجعة اللجنة لطلب توزيع مادة الخبز، وذلك بعد القرار الذي ينص على عدم توزيع الخبز لهم”.
وأدى هذا الإهمال الكبير إلى ارتفاع في معدلات البطالة بين السكان المقيمين في هذه المخيمات، إضافةً إلى تسرب الأطفال من المدارس والاتجاه إلى سوق العمل بغرض مساعدة ذويهم.
في حين حذرت مصادر طبية، من انتشار العديد من الأمراض بين العاملين في مكبات النفايات على أطراف مدينة الرقة.
يشار إلى أن قوات “قسد” تمكنت من السيطرة على مدينة الرقة في أواخر عام 2017، وذلك عقب معارك عنيفة مع داعش، أدت إلى دمار أكثر من 80% من المؤسسات الخدمية والأبنية السكنية.