أكد باحث في الشأن الإيراني أن إيران تهدف إلى البقاء المستدام في المناطق التي حققت تواجدا فيها، وذلك من خلال فعاليات تحت مسمى “التقريب بين المذاهب الدينية”، مشيراً إلى أنه ومن أجل ذلك تدّعي أنها مناصرة للشعوب المظلومة.
جاء ذلك على لسان الباحث “أحمد حسان” في تصريح لمنصة SY24، وتعليقا على مشاركة مدير اﻹفتاء العام والتدريس الديني بوزارة الأوقاف التابعة للنظام السوري، المدعو “علاء الدين زعتري”، في فعالية نظمتها إيران قبل يومين، تحت عنوان “دور المراكز العلمية والثقافية في التقريب بين المذاهب الإسلامية”.
وشارك في هذه الندوة التي عُقدت افتراضيا ولم يتم تسليط الضوء عليها من ماكينات النظام الإعلامية، من دون توضيح الأسباب، العديد من الشخصيات الإيرانية، إضافة إلى شخصيات من مصر ولبنان.
وادعت طهران أن الندوة التي نظمتها منظمة الوثائق والمكتبة الوطنية في إیران، تأتي “بمناسبة مرور 50 عاماً على زيارة وفد الازهر الشریف برئاسة شيخ الازهر إلى إيران”.
وزعمت مصادر إيرانية مشاركة أن هذا الحدث لم يقتصر على التقريب بل جاء لإحياء الهوية الإسلامية للمسلمين، لأن احياء الهوية الإسلامية تخرج المسلم من دائرة الحواجز المذهبية والقومية وتدخله دائرة أكبر وأوسع.
مصدر إيراني آخر ذكر أن “التقريب بين المذاهب الإسلامية يركز على كرامة الإنسان، وكرامة الإنسان ليس بانتماءه إلى الأديان أو المذاهب، مشيرا إلى التصنيف الصحيح يبنى على أساس التقوى وليس الانتماء المذهبي”.
وفي هذا الجانب قال الباحث “حسان” إن “إيران تعمل على استثمار هذه النشاطات ونشاطات مشابهة في إبعاد التوجه الطائفي عن مشاركتها العسكرية خارج إيران، وإظهار أنها مشاركة لدعم الشعوب المظلومة من العدوان الأجنبي”.
وأضاف أن “هذا التوجه هدفه البقاء المستدام في المناطق التي حققت تواجدا عسكريا فيها ويوجد فيها مكونات غير شيعية”.
وتابع “ذلك تدعم إيران حاليا ما يسمى باتحاد علماء بلاد الشام وتموله، وهذا المؤتمر للتقريب بين المذاهب واحدٌ من مخرجاته، ومقره الرئيسي في دمشق، وهو من خطوات دعم النظام أيضا، حيث يشارك فيه معظم منسوبي أوقاف النظام”.
وقبل أيام، أعلنت طهران نيتها ترسيخ “الثقافة الإيرانية” في دمشق والمناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري، معتمدة بذلك على شخصيات تابعة للنظام من أمثال “بثينة شعبان”، وعلى أذرع تابعة لها في تلك المناطق.
يشار إلى أن إيران تعمل في سوريا على جميع الأصعدة العسكرية والاجتماعية والثقافية والدينية لإثبات وجودها على الأرض، في ظل أي متغيرات مستقبلية تطرأ على المنطقة.