ذكرت مصادر محلية في مدينة ديرالزور التي يسيطر عليها جيش النظام والميليشيات الإيرانية، أن سيدة في العقد السادس من العمر فارقت الحياة بعد دخولها إلى مشفى “الأسد”، نتيجة عدم تقديم الرعاية اللازمة لها، والإهمال المتعمد من قبل الكادر الطبي المتواجد في المشفى.
وأكدت المصادر لمنصة SY24، أن السيدة دخلت لقسم الإسعاف في مشفى “الأسد” بعد شكايتها من ألم في منطقة المعدة، إلا أن الممرض الوحيد المتواجد داخل قسم الإسعاف تعامل مع الحالة بعدم اكتراث، مدعياً أن الطبيب المختص غير متواجد.
وأشارت مصادرنا إلى أن السيدة بقيت ممدة في ممر قسم الإسعاف بمشفى “الأسد” بسبب خلوها من الموظفين، بالإضافة إلى عدم معرفة الممرض الوحيد المناوب بكيفية عمل جهاز الصدمات الكهربائية والإسعافات الأولية الضرورية مما أدى إلى وفاتها.
حادثة وفاة السيدة “زهرة السلوم” سلطت الضوء على الفساد الكبير المستشري داخل أروقة مشفى “الأسد” في مدينة ديرالزور، وغياب الرقابة الصحية وعدم وجود كادر طبي قادر على معالجة الحالات الطبية القادمة للمشفى.
في حين ادعى مدير المشفى الدكتور “مأمون حيزة”، أن إدارة مشفى “الأسد” غير مسؤولة عن وفاة السيدة، وذلك لأن “المشفى باتت تضم إدارة مشفى الفرات وإدارة المشفى الوطني وكادرهما الطبي”، على حد تعبيره.
مدير المشفى ذكر في تصريح لإحدى الشبكات المحلية، أن “المريضة التي توفيت داخل بناء مشفى الأسد، كان يجب أن يتم معالجتها من قبل الكادر الطبي الخاص بمشفى الفرات والمختص بالأمراض القلبية والداخلية، في حين أن مشفى الأسد مخصص فقط لحالات الإسعاف”.
وأثارت الحادثة ردود فعل غاضبة، حيث أكد العشرات من أهالي مدينة ديرالزور، أن المشفى عبارة عن “مسلخ بشري” بكل معنى الكلمة، وأن الكادر الطبي المتواجد فيها يتعامل مع المواطنين بفوقية وعدم مسؤولية، مما أدى إلى وفاة أكثر من شخص نتيجة الإهمال الطبي.
وذكر السيد “خالد الجميل”، أنه دخل للمشفى مع والدته التي تعاني من ارتفاع كبير في الضغط وتم تحويلها من قسم الإسعاف إلى قسم الداخلية، وبعد الفحص تم إعطائهم وصفة طبية تصرف من صيدلية المشفى.
وقال الشاب في حديثه مع منصة SY24: “توجهنا مباشرة إلى صيدلية المشفى من أجل الحصول على الأدوية، إلا أن الموظف المتواجد فيها رفض تزويدنا بالدواء، وطلب منا الحصول عليه من الصيدلة المتواجدة أمام المشفى”.
وأضاف أن “المشفى الوحيد في المدينة غير قادر على معالجة أبسط الحالات نتيجة الفساد الكبير داخله، بالإضافة إلى الواسطة والمحسوبية في تعيين الموظفين والممرضين، ناهيك عن السرقات التي تحصل داخل المشفى وغياب الرقابة من قبل مديرية الصحة التابعة لحكومة الأسد”.
وتعاني مدينة ديرالزور من غياب الرقابة على عمل المؤسسات الحكومية والقطاعات الخدمية كافة، مما زاد من معاناة المواطنين في ظل غياب أبسط الخدمات الضرورية، من ماء وكهرباء ورعاية صحية جيدة، مما يضطرهم للسفر لخارج المحافظة من أجل معالجة مرضاهم.
في حين مازالت المشافي الإيرانية المتواجدة في مدينة ديرالزور تمتنع عن استقبال المرضى من أبناء المدينة، وتقتصر خدماتها التي تقدمها فقط لمنتسبي الميليشيات الإيرانية الأجانب والمحليين وعائلاتهم.