بدأت القوات الروسية بإقامة معسكرات تدريبية خاصة بالميليشيات المقربة منها في مدينة ديرالزور، وذلك بعد ارتفاع حدة المنافسة للسيطرة على المدينة الاستراتيجية بين الميليشيات الموالية لموسكو والميليشيات التي تمولها طهران.
ويأتي ذلك بعد إعلان القوات الروسية، مطلع العام الجاري، عن رغبتها في تطويع عدد من أبناء المنطقة الشرقية في صفوف الميليشيات الموالية لها، بالإضافة إلى إعلانها عن رغبتها بتوظيفهم داخل مؤسسات أمنية برواتب عالية.
مصادر خاصة، أكدت لمنصة SY24، أن “القوات الروسية تقيم معسكرات التدريبية في ريف ديرالزور الغربي، وتضم عناصر من ميليشيا لواء القدس الفلسطينية، وعناصر من مليشيا أسود الشرقية، إضافةً إلى عناصر من ميليشيا الدفاع الوطني في مدينة ديرالزور، وتقوم بإخضاع العناصر لتدريبات بدنية قاسية، وتدريبهم على مختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة”.
وذكرت المصادر أن “القوات الروسية قامت بإنشاء معسكرات خاصة بها في منطقة الطريف التابعة لناحية التبني بريف ديرالزور الغربي، وتم تخصيص هذا المعسكر للمنتسبين للمليشيات الموالية لروسيا من أبناء ريف دير الزور”.
في حين تم تخصيص المعسكرات الموجودة في منطقة عياش والرواد الواقعة عند مدخل مدينة دير الزور الغربي، من أجل تدريب عناصر ميليشيا الدفاع الوطني، بالإضافة إلى إنشاء معسكر ثالث في بلدة السخنة الواقعة في بادية محافظة حمص، وتم تخصيصه للتدريب على الأسلحة الثقيلة وبإشراف كامل من ضباط روس.
وبلغ عدد عناصر ميليشيا الدفاع الوطني الذين شاركوا في الدورة التدريبية الأولى التي أقامتها القوات الروسية حوالي 100 عنصر، بالإضافة إلى 200 عنصر من ميليشيا لواء القدس الفلسطيني، 50 عنصر من ميليشيا أسود الشرقية.
وأفاد أحد العناصر المشاركين في تلك المعسكرات، بأن “الدورة بدأت بتاريخ 3 تموز الماضي وانتهت بتاريخ 19 من الشهر نفسه، حيث كان يتواجد عدد كبير من الضباط الروس داخل المعسكر، بالإضافة إلى عناصر من الشرطة العسكرية الروسية الذين يتحدثون العربية وأيضاً مترجمين سوريين”.
وقال العنصر الذي رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية: “على الرغم من قصر فترة التدريبات والتي لم تتعدى الأسبوعين، إلا أنها كانت قاسية جداً، وتم منعنا من إدخال هواتفنا المحمولة وطلبوا الالتزام بالصمت عن ما يجري داخل هذه المعسكرات”.
وتابع: “تدربنا على بعض الحركات القتالية والبدنية، بالإضافة إلى تدريب على الأسلحة المتوسطة والثقيلة مثل الدبابات والمدافع الميدانية وكيفية إطلاق صواريخ الغراد، وأيضاً كيفية وضع الألغام وغيرها من استراتيجيات القتال”.
ولفت إلى أنه “بعد انتهاء التدريبات طلب منا أحد الضباط الروس أن نسجل الأسماء لديهم من أجل طلبنا وقت الضرورة، بينما باشر الضباط المسؤولين عن المعسكر تحضيراتهم من أجل استقبال دورة جديدة”.
وأضاف أن “القوات الروسية قامت بإرسال عناصر ميليشيا لواء القدس الفلسطينية إلى مدينة خان شيخون بريف إدلب، في حين تم إرسال عناصر ميليشيا أسود الشرقية إلى نقاط عسكرية تابعة للقوات الروسية في محيط بلدة السخنة في البادية السورية”.
وفي أواخر تموز الماضي، التحق قرابة 50 عنصراً من ميليشيا الدفاع الوطني في مدينة ديرالزور بمعسكر خاص أقامته القوات الروسية في بلدة السخنة بريف حمص، وذلك استكمالاً للمعسكرات التي تقيمها هذه القوات لرفع جاهزية المليشيات الموالية لها في المنطقة.
وتشهد المنطقة الشرقية صراعاً على النفوذ بين جميع القوى المتنافسة، من أجل فرض سيطرتها على المنطقة والاستفادة من موارد النفط والغاز، في حين تحاول كل من طهران وموسكو استغلال الأوضاع الاقتصادية السيئة التي تعاني بسببه أبناء المنطقة، من أجل تجنيدهم في صفوف ميليشياتها، عبر إغرائهم بالمال والمخدرات.