دفعت الأوضاع الاقتصادية السيئة التي يعاني منها السكان في شمال شرق سوريا التي تسيطر عليها قوات قسد، إلى محاولة الشباب الهجرة لدول الجوار بحثاً عن فرص عمل أفضل لتحسين أوضاعهم المعيشية.
وبعد قيام قوات “قسد” بالتشديد على المعابر البرية التي تصلها بمناطق سيطرة فصائل المعارضة السورية في الشمال السوري، بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة العبور بطريقة غير شرعية باتجاه الأراضي التركية، قرر العديد من الشباب التوجه إلى العراق عن طريق معابر غير نظامية.
حيث ازدادت عمليات تهريب البشر من داخل مناطق سيطرة “قسد” في شمال شرق سوريا باتجاه كردستان العراق، والمحافظات العراقية الحدودية (السنية) مثل نينوى والأنبار.
بينما نشط عناصر من تنظيم داعش في عمليات التهريب البشري إلى الأراضي العراقية، وذلك بسبب معرفتهم للطريق وقيامهم بحماية المنطقة وتأمينها من الجانبين السوري والعراقي.
الشاب “بلال المحمد” وهو من أبناء مدينة ديرالزور ومقيم في الحسكة، أشار إلى أنه يستعد في غضون أيام للسفر إلى مدينة أربيل في إقليم كردستان العراق من أجل العمل، وذلك بسبب “الخوف من قيام قسد بتجنيده في صفوفها”، على حد قوله.
وقال الشاب في حديث خاص مع منصة SY24، إن “العديد من الأصدقاء استطاعوا العبور إلى أربيل في الأشهر الماضية، لأن فرص العمل فيها أفضل من تركيا بكثير، إضافة إلى أن الرواتب هناك يتم تسليمها بالدولار الأمريكي”.
وأضاف “هنا في سوريا لا يوجد عمل ولا دراسة ولا أمان ولا أي شيء من مقومات الحياة، ولذلك السفر إلى كردستان العراق هو أفضل فرصة للشباب للهروب من هذا الواقع”.
ولفت الشاب إلى أن “التهريب إلى كردستان العراق أو الأراضي العراقية هو أمر مكلف وخطير، فهناك العديد من الأشخاص قد قتلوا أثناء محاولتهم العبور باتجاه الاراضي العراقية، لأن هذه الطرق يستخدمها تنظيم داعش في تحركاته”.
وذكرت مصادر محلية، أن “عملية تهريب الشخص الواحد باتجاه الأراضي العراقية تصل تكلفتها ما بين 500 و 1000 دولار أمريكي، في حال كان الشخص غير مطلوب للسلطات العراقية أو لقسد”، مشيرةً إلى أن “تكلفة تهريب أحد عناصر تنظيم داعش أو عائلة من عوائل التنظيم إلى العراق تبلغ حوالي 5000 دولار أمريكي، وأحيانا تصل إلى أكثر من 10 آلاف دولار أمريكي للشخص الواحد”.
وفي سياق متصل، قتل شاب سوري برصاص عناصر حرس الحدود العراقي أثناء محاولة مجموعة من الأشخاص عبور الحدود السورية العراقية بطريق غير شرعية.
في حين أعلنت خلية الإعلام الأمني العراقي أنها استطاعت اعتقال أربعة أشخاص من الجنسية السورية أثناء محاولتهم عبور الساتر الحدودي مع سوريا، بالقرب من قرية الشعلان غربي محافظة نينوى العراقية.
وبين الحين والآخر تشهد الحدود السورية العراقية اشتباكات عنيفة بين حرس الحدود العراقي وتنظيم داعش، وذلك أثناء محاولة عناصر التنظيم عبور الحدود باتجاه الأراضي العراقية.