قال “معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى” إن الحملة العسكرية التي تشنها قوات النظام السوري على منطقة درعا البلد، ما كانت لتتم لولا موافقة موسكو على تنفيذها، مطالباً الولايات المتحدة بالتحرك.
وقال “المعهد” في تقرير، إنه من غير المرجح أن تنفذ قوات النظام مثل هذه الحملة المكثفة قرب الحدود الإسرائيلية والأردنية دون موافقة موسكو، موضحاً أن إيران وروسيا تساعدان النظام للسيطرة على درعا بحجة محاربة تنظيم “داعش” رغم أنه لم يشن أي هجوم في المحافظة منذ أشهر طويلة.
وأضاف أن النظام يضغط على المقاتلين في درعا لتسليم أسلحتهم والرحيل إلى الشمال السوري، لكنه لم ينجح حتى الآن في ذلك، ولذلك حشد قواته إضافة للميليشيات الإيرانية وعناصر شبه عسكرية مدعومة من روسيا، والتي تستخدمها من أجل إبقاء النظام وإيران تحت السيطرة وحماية مصالحها.
وأشار التقرير إلى أن أهالي درعا ينظرون إلى بشار الأسد على أنه مجرد “أمير حرب” ويرفضون الخضوع له، فيما تواصل روسيا إدارتها للأزمة من خلال “اللواء الثامن” التابع لـ”الفيلق الخامس” المدعوم من جانبها، لافتاً إلى أن الترتيبات الروسية ليست مستدامة، فالهدف النهائي للكرملين هو فرض سيطرة فعلية على جزء كبير من سوريا.
وشدد على أن تصرفات روسيا وإيران وقوات النظام توضح عن نوايا للمزيد من التطهير العرقي في درعا.
ودعا التقرير، الولايات المتحدة إلى النظر في عوامل عدة ملحّة، من أبرزها التحول في السلوك الروسي حيال الضربات الإسرائيلية في سوريا، وسماح موسكو لقوات النظام بالهجوم على درعا رغم ادعائها التوسط في الصراع، ما قد يشجع إيران و”حزب الله” اللبناني على إطلاق أنشطة جديدة تشكل تهديداً لإسرائيل.
كما طالب واشنطن بدعم المقاتلين في درعا، والتنسيق مع الأردن من أجل النازحين واللاجئين، مشدداً على ضرورة أن يدرك المسؤولون الأمريكيون أن أي محاولة لتطبيع العلاقات مع نظام الأسد هي “قصر نظر”.
وطالبت الأمم المتحدة بوقف عاجل لإطلاق النار في مدينة درعا، وأكدت إجبار 18 ألف مدني على النزوح من منازلهم بسبب التصعيد العسكري في المنطقة.
وقالت الأمم المتحدة في بيان اطلعت SY24 على نسخة منه إن “الصورة الصارخة المنبثقة من درعا البلد وأحياء أخرى، تؤكد مدى تعرض المدنيين هناك للخطر، بسبب العنف والقتال المستمر تحت الحصار”.
وجاء على لسان “مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان” (ميشيل باشليت) قولها إنه مع وجود طريق وحيد للخروج من المدينة إلى مناطق تحت سيطرة النظام، تنزل الدبابات إلى الشوارع، ويواجه الناس نقاط تفتيش وقيودًا على الحركة، إضافة إلى مصادرة ممتلكاتهم وسرقتها”.