شنت قوات الأمن العام التابعة لـ “قسد” حملة مداهمات في عدد من أحياء مدينة الرقة، واعتقلت أشخاص بتهمة التعاون مع النظام السوري وتنفيذ عمليات عسكرية ضد قواتها في المنطقة.
العملية الأمنية التي شنتها قسد استهدفت أيضاً عدداً كبيراً من العناصر التابعين لجيش النظام من أبناء مدينة الرقة، وأيضا عناصر من الأجهزة الأمنية، والذين قدموا إلى المدينة بموجب إجازات رسمية من قطعهم العسكرية.
مصادر خاصة ذكرت لمنصة SY24، أن العمليات الأمنية التي شنتها قوات “قسد” في مدينة الرقة تأتي في إطار “محاربة العناصر المخربة التي تحاول زعزعة استقرار المنطقة”، وخصوصاً بعد تعرض قوات “قسد” لعدة هجمات في الأسابيع الماضية أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من عناصرها.
ونوهت المصادر إلى إمكانية تورط عناصر تابعة للنظام والميليشيات الإيرانية في شن هجمات عسكرية ضد قوات “قسد”، أو تنفيذ اغتيالات بحق أبناء المنطقة وشيوخ عشائرها، أو بحق مقاتلين سابقين في الجيش السوري الحر، وذلك بعد إعلان تنظيم داعش، ومن خلال معرفاته الإعلامية الرسمية، عن عدم تبنيه أي عملية عسكرية في مناطق شمال شرق سورية خلال الأسبوعين الماضيين.
حيث عمدت قوات النظام والميليشيات الإيرانية الموالية لها إلى إرسال عدد من العناصر إلى مناطق سيطرة قوات “قسد” في شمال شرق سورية، خلال السنوات الماضية، من أجل تنفيذ عمليات اغتيال ضد شيوخ ووجهاء العشائر العربية، واتهام قوات “قسد” بتنفيذ هذه العمليات من أجل “خلق فتنة في المنطقة وزعزعة استقرارها”.
في حين استطاعت قوات “قسد” اعتقال عدد من خلايا النظام التي تنشط في مناطق شرق الفرات، والمسؤولة عن عدد من عمليات الاغتيال وزرع العبوات الناسفة في الأسواق التجارية والطرقات، والتي راح ضحيتها عدد كبير من المدنيين.
بينما نفذ تنظيم داعش عدة عمليات اغتيال ضد عدد من عملاء النظام وعناصر قواته المقيمين في مناطق شمال شرق سورية، بالإضافة إلى قيامه بتصفية عدد من منتسبي المليشيات الإيرانية، والإعلان رسمياً عن مسؤوليته في تصفيتهم.
“سليمان الأحمد” أحد أبناء حي “المشلب” في مدينة الرقة، ذكر أن هناك عدد كبير من أبناء مدينة الرقة ما زالوا يخدمون في صفوف قوات النظام إلى الآن، على الرغم من “قدومهم إلى المدينة لقضاء إجازاتهم الرسمية وقدرتهم على الانشقاق في أي لحظة”.
وقال الشاب في حديثه لمنصة SY24، إن “عناصر قوات النظام المقيمين في الرقة لا يجب السماح لهم بالعودة لمناطق النظام، بل ويجب أن تتم محاكمتهم في المحاكم بتهمة تنفيذ جرائم حرب ضد أبناء الشعب السوري”.
وأضاف أن “الأكراد عانوا من النظام مثلما عانى أبناء الشعب السوري ولا أعلم لماذا يتم السماح لهم أصلاً بالذهاب والعودة إلى قطعهم العسكرية، والاستمرار في خدمة النظام وقتل أبناء الشعب السوري بكل أطيافه”.
في حين رحب الشاب بقيام قوات “قسد” باعتقال عدد من عناصر قوات نظام الأسد والمتعاونين معه في مدينة الرقة، مشيراً إلى أن هذه الخطوة هي في “الطريق الصحيح لمحاربة الإرهاب المتمثل في جيش النظام وتنظيم داعش”، على حد تعبيره.
يشار إلى أن المنطقة الشرقية شهدت خلال الأيام الماضية، انخفاضاً كبيراً في معدل الهجمات التي تعرضت لها قوات “قسد”، وانخفاضاً ملحوظاً في عمليات الاغتيال التي طالت عددا من أبناء المنطقة ووجهائها.
في حين استطاعت “قسد” وبالتعاون مع قوات التحالف الدولي، اعتقال عدد كبير من قادة تنظيم داعش وعناصره في المنطقة خلال الأسابيع الماضية، وذلك بعد تنفيذ عدة عمليات أمنية، كان آخرها تنفيذ إنزال جوي في بلدة “محيميدة”، حيث تم اعتقال أحد قادة داعش، والمسؤول عن تنفيذ عدة عمليات عسكرية ضد قوات “قسد” في المنطقة.