على الرغم من مرور ثمانية أشهر من الإعلان عن افتتاح مشفى الفرات في بلدة أبو حمام بريف دير الزور الشرقي، غير أن المشفى الوحيدة في المنطقة، مهددة بالإغلاق، بسبب عدم تقديم الدعم اللازم لها من قبل “لجنة الصحة” التابعة لـ “الإدارة الذاتية”.
وكانت مشفى الفرات قد افتتحت بعد قيام إحدى المنظمات الدولية بتقديم الدعم المالي من أجل إعادة إعمارها، في حين قام الكادر الطبي في المشفى بجمع تبرعات من أهالي المنطقة وبعض المغتربين في الخارج لشراء أسرة وأثاث وبعض التجهيزات الطبية البسيطة من أجل افتتاحه بأسرع وقت، مع غياب شبه كامل للجنة الصحة التابعة للإدارة الذاتية.
في حين هدد الكادر الطبي العامل في المشفى بالإضراب عن العمل بشكل كامل وإغلاق المشفى نتيجة نقص الدعم المقدم لها، وعدم سماح لجنة الصحة بافتتاح قسم الأشعة وقسم الجراحة وقسم المختبر، واقتصار عملها على عدة عيادات داخلية على الرغم من توافر عدد كبير من الغرف والأقسام الخالية والقادرة على استيعاب عدد كبير في المرضى.
وكان الكادر الطبي العامل في مشفى الفرات في بلدة أبو حمام بريف دير الزور الشرقي قد نفذ، منذ مطلع العام الجاري، عدة إضرابات عن العمل أمام المشفى وهدد بإغلاقها، بسبب عدم قيام لجنة المالية في الإدارة الذاتية بصرف مستحقاتهم المالية لعدة أشهر، بالإضافة لعدم قيام لجنة الصحة بتنفيذ وعودها وتقديم الدعم المادي واللوجستي للمشفى.
“ماهر الأحمد” أحد سكان بلدة “أبو حمام”، ذكر أن الكادر الطبي في مشفى الفرات يحاول قدر الإمكان تقديم المساعدة الطبية للأهالي، على الرغم من عدم توافر المقومات الأساسية لعمل المشفى الوحيد في المنطقة.
وفي حديثه مع منصة SY24، قال إن “المنطقة تحتاج افتتاح عدد من النقاط الطبية والمشافي الأخرى، وليس فقط تقديم الدعم لمشفى الفرات، لأن الوضع الصحي أصبح خطيراً بشكل لا يوصف، خصوصاً مع تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا في المنطقة”.
وأضاف أنه “في حال توقف هذا المشفى عن العمل نتيجة إهمال الإدارة الذاتية ولجنة الصحة، فإن الوضع قد يصبح أسوأ من السابق، والعواقب لن تكون سليمة على الجميع، لأن الأهالي لن يسكتوا وهم يشاهدون مرضاهم يموتون أمامهم”.
ويعاني القطاع الصحي في المناطق الخاضعة لسيطرة “قسد” في شمال شرق سوريا، من تراجع كبير في تقديم الخدمات الطبية للمواطنين، وعدم قدرة النقاط الطبية التابعة للجنة الصحة على تلبية احتياجات المرضى، بسبب انتشار الفساد والمحسوبية داخلها.
يشار إلى أن المنطقة الشرقية، تشهد ارتفاعا كبيرا في عدد الإصابات بفيروس كورونا، بالإضافة إلى زيادة واضحة في عدد المصابين بالأمراض المعدية، والتي تنتقل بين المواطنين نتيجة لتلوث مياه الشرب، وعدم صيانة الصرف الصحي في المدن والبلدات الخاضعة لسيطرة قوات “قسد”.