الحاجة تفوق الإمكانيات.. صعوبات تواجه فريق الاستجابة في الرقة

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

شهدت مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة قوات “قسد” في الآونة الأخيرة، زيادة في عدد الحرائق التي تطال الأحراش والأراضي الزراعية نتيجة ارتفاع درجات الحرارة الكبير، وارتفاع معدلات الجفاف هذا العام، مما تسبب بأضرار مادية كبيرة في المنطقة، ويضاف إلى ذلك، كثرة حوادث الغرق في مياه نهر الفرات، الأمر الذي استدعى زيادة عدد العاملين في فريق الاستجابة الأولية التابع لمجلس الرقة المدني، وتكثيف ورديات العمل لتلبية احتياجات المواطنين.

حيث يتعامل فريق الاستجابة الأولية مع الحالات الطارئة التي تمس سلامة المواطنين، وأهمها حوادث الغرق والحرائق والإسعاف، بالإضافة إلى التعامل مع المقابر الجماعية التي خلفها تنظيم داعش في المدينة وريفها قبيل انسحابه منها.

ويقسم فريق الاستجابة الأولية إلى ثلاث فرق رئيسية هي فريق الإطفاء وفريق الغواصين وفريق المسعفين، موزعين على مفارز داخل مدينة الرقة وفي الأرياف المحيطة بها، وتستقبل هذه المفارز جميع الحالات العاجلة على مدار 24 ساعة طوال أيام الأسبوع.

ويعد فريق الإطفاء أحد أهم الفرق التابعة لفريق الاستجابة الأولية في مدينة الرقة ويتألف الفريق من 61 عنصر موزعين ضمن المدينة، بالإضافة إلى ثلاث مفارز تابعة لها في بلدات (رطلة والكرامة وحزيمة)، ومزودين ببعض سيارات الإطفاء وشاحنات نقل المياه لإخماد الحرائق التي تشب في المنطقة، والتي بلغ عددها هذا الشهر فقط حوالي 50 حريق، كان أخطرها حريق نشب في إحدى محطات توزيع المحروقات داخل مدينة الرقة.

ويعاني فريق الاستجابة الأولية في مدينة الرقة من نقص في كمية الدعم المقدم له من قبل المنظمات الدولية العاملة في المنطقة، بالإضافة إلى قلة الدعم المقدم له من قبل الإدارة الذاتية (الجهة المدنية التي تدير مناطق شمال شرق سورية)، خصوصاً مع زيادة عدد الحوادث التي تضرب المنطقة وزيادة عدد السكان العائدين لمدنهم وقراهم في مدينة الرقة والريف المحيط بها.

“أحمد الجاسم” وهو عامل إطفاء سابق من أبناء مدينة ديرالزور ويقيم حالياً في الرقة، ذكر أن “قسم الإطفاء التابع لفريق الاستجابة الأولية يفتقر للأجهزة التي تساعد في إخماد الحرائق الكبيرة التي قد تضرب المنطقة، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وزيادة مستويات الجفاف في الأراضي الزراعية”.

وقال في حديث خاص مع منصة SY24، إنه “يجب أن تقوم الإدارة الذاتية بتوفير مادة البودرة والرغوة من أجل إخماد الحرائق التي تنتج بفعل ماس كهربائي، والتي لا تساعد المياه على إطفائها، بالإضافة إلى أن هذه المواد تساعد في إخماد حرائق الأحراش الزراعية بسرعة أكبر من المياه”.

وأضاف أن “عدد عناصر فوج الإطفاء قليل جداً مقارنة بمساحة مدينة الرقة والأرياف المحيطة بها، وأيضاٍ يجب زيادة عدد الغواصين وتزويدهم بمعدات عالية الجودة، والتي تعد أهم التحديات التي تواجه الفريق مع زيادة عدد حوادث الغرق في الأسابيع الماضية”.

ويعمل فريق الاستجابة الأولية على اكتشاف المقابر الجماعية التي خلفها تنظيم داعش قبيل انسحابه من المنطقة، ونقلها الى مقابر تم إعدادها سابقاً خارج المدينة، بعد فحصها ومحاولة معرفة أسماء الضحايا وإعلام ذويهم ليتم دفنهم أصولاً.

يشار إلى أن الأشهر الماضية شهدت ارتفاعاً في عدد السكان في مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”، نتيجة عودة عدد كبير منهم إلى المدينة، وخصوصاً من المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري وحلفائه، بسبب غياب مقومات الحياة الأساسية فيها من ماء وكهرباء وأمان، ومحاولة الأهالي إعادة بناء منازلهم المدمرة والسكن فيها عوضاً عن السكن بالإيجار.

مقالات ذات صلة