صعّد المقاتلون في “درعا” من ردهم العسكري على قوات النظام السوري وميليشياته، مكبدين إياهم خسائر فادحة في العتاد والأرواح، وسط تكتم ملحوظ من تلك القوات على حصيلة قتلاها، تزامنا مع عقد جولة جديدة للمفاوضات بخصوص المنطقة.
وفي التفاصيل التي نقلها مراسلنا في منطقة درعا، ردّ المقاتلون على قصف النظام العنيف على أحياء “درعا البلد”، والاستهداف المتعمد للمساجد بهدف تدميرها، بعدة هجمات عسكرية بالأسلحة الرشاشة وقواذف الـ (آر بي جي) تركزت على عدة مواقع عسكرية وحواجز امنية للنظام السوري في ريفي درعا الشرقي والغربي والشمالي، محققين إصابات مباشرة في صفوفها.
وذكر مراسلنا أن هذه الهجمات العسكرية جاءت تحت عنوان “نصرة لدرعا البلد”، مبينا أنه تم استهداف الكتيبة المهجورة بين بلدة خربة غزاله ومدينة داعل، تلاها قصف مدفعي على محيط بلدة خربة غزالة شرقي درعا.
كما تم استهداف حاجز للمخابرات الجوية جنوبي مدينة داعل، إضافة إلى استهداف كتيبة الدبابات غربي بلدة الشيخ سعد، أعقب ذلك قصف مدفعي من قوات النظام وميليشياته استهدف البلدة ومحيطها في ريف درعا الغربي.
واستهدف المقاتلون أيضا، حاجزًا للمخابرات الجوية بين بلدة المسيفرة وبلدة أم ولد بريف درعا الشرقي، إضافة إلى استهداف حواجز المخابرات الجوية في بلدة الدلي شمالي درعا، وكذلك طال استهداف مماثل حواجز المخابرات الجوية في بلدة سحم الجولان غربي درعا.
ولفت مراسلنا نقلا عن مصادر ميدانية خاصة، إلى أنه لم يعرف حجم الخسائر في صفوف قوات النظام السوري، خاصة وأن النظام تكتم عن أسماء قتلاه أو الخسائر التي لحقت به.
وتتزامن تلك التطورات الميدانية والعسكرية المتلاحقة، مع استئناف المفاوضات وعقد جولة جديدة بين اللجنة المركزية في درعا وممثلين عن اللجنة الأمنية والعسكرية في محافظة درعا بحضور الجانب الروسي واللواء الثامن.
يشار إلى أن الميليشيات الإيرانية أرسلت، أمس الإثنين، تعزيزات عسكرية جديدة إلى محافظة درعا، بالتزامن مع التصعيد العسكري من قبل الفرقة الرابعة والميليشيات المساندة لها ضد الأحياء المحاصرة في المدينة.
ومنذ 24 من حزيران الماضي، تحاصر الفرقة الرابعة والميليشيات الإيرانية، أكثر من 50 ألف مدني داخل أحياء درعا البلد، ما أدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية في المنطقة، الأمر الذي يعتبر خرقاً لجميع الاتفاقيات المتعلقة بالجنوب السوري.
وفي وقت سابق، علمت منصة SY24 عبر مصادر مطلعة، أن “التعزيزات العسكرية التي تصل إلى درعا وريفها، يوميا، هدفها كافة المناطق التي لا تخضع لسيطرة النظام السوري، وليس منطقة درعا البلد فقط”.
وأفادت مصادرنا بأن “الوجهة القادمة لقوات النظام وميليشيات إيران، بعد درعا البلد، ستكون مدن طفس ونوى وجاسم، بالإضافة إلى محور بصر الحرير وناحتة في ريف درعا”، مشيرةً إلى أن “السويداء ستكون هدفاً للنظام وحلفائه، بعد الانتهاء من ملف درعا”.