كشفت مصادر حقوقية لبنانية عن مخطط إيراني يتم التحضير له بتنسيق من طهران ولبنان والأردن إضافة للنظام السوري، لافتة إلى أن محوره الرئيس محافظة درعا، وأن كل ما يجري هو بسبب خط الغاز الواصل إلى لبنان.
وبيّنت المصادر الحقوقية، أن مشروع استجرار الطاقة الذي تم الاتفاق عليه بين لبنان والنظام السوري برعاية أردنية ومصرية، سيزيد من الضغط العسكري على “درعا”، كونها تعتبر المعبر الرئيسي لهذا المشروع، ومنها سيتم مرور هذا المشروع وسيكون تحت إشراف “ميليشيا الحرس الثوري الإيراني” وروسيا.
وفي هذا الجانب أوضح رئيس منظمة “لايف” اللبنانية المحامي “نبيل الحلبي”، حسب ما تابعت منصة SY24، أن زيارة الوفد اللبناني التابع لـ “حزب الله” والمؤيد للنظام السوري، لنقل ترحيب كامل منظومة أحزاب وتيارات السلطة في لبنان على استجرار الطاقة من مصر وإسرائيل عبر الأردن، ثم الأراضي السورية فلبنان.
وتابع أن هذا الأمر “سيزيد من الضغط العسكري على محافظة درعا خلال الساعات القادمة، بهدف تفريغها من سكانها السُنّة، وتحويلها إلى ممر لشبكة الطاقة المستوردة التي سيموّلها البنك الدولي تحت إشراف الحرس الثوري الإيراني وروسيا”.
وحذّر قائلاً: إنه “إذا مرَّ هذا المشروع فستصل شحنات الكبتاغون أسرع إلى دول الخليج العربي، وستكون عمّان، التي اول من حذّرت من مخطط الهلال الشيعي، تحت مرمى المسيّرات الإيرانية كما هي حال المدن السعودية اليوم المتاخمة لليمن الغير سعيد”.
وكان وزير الخارجية في حكومة النظام السوري “فيصل المقداد”، استقبل وفدا لبنانيا على الحدود، يوم السبت، بقيادة زينة عكر نائبة رئيس حكومة تصريف الأعمال وزيرة الدفاع والخارجية، ووزير الطاقة ريمون غجر، والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم.
والهدف من زيارة الوفد تمهيد الطريق لخطة تدعمها الولايات المتحدة للحد من انقطاعات الكهرباء في لبنان عن طريق نقل الكهرباء عبر الشبكة السورية.
وتعقيبًا على ذلك قال الباحث السياسي “رشيد حوراني” لمنصة SY24، إنه “من المهم دق ناقوس (الخطر) الذي يتكرر ويهدد الأمن القومي للدول العربية (سوريا ولبنان والأردن ودول الخليج)”.
وتابع أن “خطأ هذه الدول سبق أن تكرر عندما ساند العرب إسقاط النظام العراق وفتح الباب أمام ايران للتمدد إلى العواصم العربية”.
وأشار إلى أن “تنفيذ المخطط (شبكة استجرار الكهرباء عبر درعا) على المراهنة على قوى الأمر الواقع المسيطرة في المنطقة (درعا)، ورؤية المجتمع الدول والشركاء في مشروع خط الغاز، أن ميليشيا الأسد منضبطة وبإمكانها ضبط المنطقة عند بدء تنفيذ المشروع، إلا أن الواقع القادم سيكشف عقم هذه الرؤيا، مالم يتم حل مشاكل المنطقة من جذورها”.
وحذر الملك الأردني عبدالله الثاني من الهلال الشيعي منذ عام 2005، وذلك على إثر ارتفاع القتلى إثر الحملات المذهبية التي قادتها الميليشيات المذهبية والمرتبطة بشكل مباشر مع مشروع ولاية الفقيه.
وكان تحذير الملك في حينه استشراف للمستقبل، واليوم إيران تطبق الخناق على ما تبقى من السوريين في المنطقتين الوسطى والجنوبية، وأمام مرأى ومسمع من العالم أجمع، حسب الناشط السياسي “مصطفى النعيمي”.
ومنذ 24 من حزيران الماضي، تحاصر الفرقة الرابعة والميليشيات الإيرانية، أكثر من 50 ألف مدني داخل أحياء درعا البلد، ما أدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية في المنطقة، الأمر الذي يعتبر خرقاً لجميع الاتفاقيات المتعلقة بالجنوب السوري.
وفي هذا الجانب قال الخبير الاستراتيجي العقيد “إسماعيل أيوب” لمنصة SY24، إن “إيران تسعى للوصول إلى الحدود الأردنية وهذا الأمر بات مؤكدًا، وقد رأينا أن قوات حرس الحدود الأردني تحبط وبشكل مستمر محاولات تهريب المخدرات والتي تقف خلفها إيران، لكن من الناحية الأنية فالأردن مزود بشبكة رصد قوية جدا ولا يمكن لإيران التهريب فوق الأرض، وقد كان هناك حديث عن عملية حفر للأنفاق في منطقة السويداء القريبة من الحدود الأردنية وربما يكون ذلك هو إحدى الطرق التي تتبعها الميليشيات الإيرانية”.
ومضى قائلا إن “خطة إيران موجودة في المنطقة، وبالتالي الأردن هي تحت مرمى الأهداف الإيرانية من أجل تنفيذ مخطط الهلال الشيعي والمد الفارسي في المنطقة، لكن في حال كان هناك متغيرات دولية فإنه ربما يؤدي ذلك إلى الحد من هذا المد الإيراني وإفشال هذا المخطط”.
وأوضح أنه “بالنسبة لخط الغاز المصري الذي يجري الحديث عنه، فهو موجود أصلا (من مصر عبر الأردن إلى سوريا ومنه إلى تركيا)، وبالتأكيد فإن لبنان ستحصل على الغاز عن طريق هذا الخط”.
وفي ما يخص ملف “درعا”، اعتبر “أيوب” أن هذا الملف محسوم لصالح “النظام السوري وبضوء أخضر روسي مهما طال أمد الصراع العسكري”.
وفي ذات السياق، استبعد “أيوب” أن “تسمح روسيا للميليشيات الإيرانية بالمكوث في درعا لأن هناك اتفاقيات رعتها روسيا وأمريكا بأن تكون تلك الميليشيات بعيدة عن تهديد الأمن القومي الإسرائيلي وحتى عن حدود الأردن”.
الجدير ذكره، أن القوات التي تقترب من درعا أو تهاجم “درعا البلد”، هي قوات محسوبة على إيران أو ميليشيات مدعومة إيرانيًا بشكل مباشر، مثل قوات الغيث في الفرقة الرابعة وميليشيات الحرس القومي وميليشيات الرضوان وغيرها، حسب مراسلنا ومصادر خاصة جنوبي سوريا.