أكد مصدر حقوقي لبناني أن الثورة الحقيقية يجب أن تكون ضد الميليشيات الإيرانية وضد عملاء النظام السوري في لبنان.
جاء ذلك على لسان المحامي “إيلي محفوض” والذي يشغل منصب رئيس “حركة التغيير”، ردًا على زيارة الوفد اللبناني الأخيرة إلى النظام السوري في دمشق بحجة أخذ موافقته على استجرار الغاز الطبيعي من مناطق سيطرته لحل أزمة الكهرباء في لبنان.
واستنكر “محفوض” غياب العلم اللبناني من على الطرقات التي مر بها الوفد الرسمي اللبناني وهو في طريقه إلى دمشق، ووضع الصور التي تشير إلى ميليشيات إيران وحزب الله بدلا عنها.
كما استنكر أيضًا غياب العلم اللبناني عن اللقاء الذي جمع الوفد القادم من بيروت بحكومة النظام السوري في دمشق.
وقال “محفوض” تعقيبًا على ذلك “بين صوَر الإيرانيين على طريق المطار وصورة الوفد اللبناني الى سوريا مع تغييب مقصود للعلم اللبناني تكتمل فصول الانقلاب”.
وأضاف أنه “مع طاقم حكم لا يرى لا يسمع لا يتكلم، يتقدم الاحتلاليْن الايراني والسوري، الأول بواسطة ميليشيا حزب الله والثاني بواسطة عملاء الأسد “.
واعتبر “محفوض” في سياق كلامه أن “الثورة الحقيقية تكون ضدّ هؤلاء (الميليشيات وعملاء الأسد)”.
ووصف عدد من المتابعين لـ “محفوض” على حسابه في “تويتر”، ما يجري في لبنان بأنه “مؤامرة كبيرة” عنوانها الأبرز سيطرة “ميليشيا حزب الله وإيران على لبنان”.
وحذّر آخرون من “ذوبان لبنان” في حال لم يتحد كل المؤمنين ببلدهم، في إشارة إلى ضرورة الوقوف بوجه الانتهاكات والممارسات التي يقوم بها “حزب الله” بدعم إيراني ولصالح أذرعه في المنطقة ومن بينهم النظام السوري.
في حين أعرب آخرون عن تضامنهم مع “صور الإيرانيين” الموجودة في الطريق من لبنان إلى دمشق، مهاجمين في الوقت ذاته المحامي “محفوض” دفاعًا عن الميليشيات الإيرانية التي باتت تحكم لبنان ودمشق.
وفي هذا الصدد قال الكاتب السياسي “فراس السقال” لمنصة SY24: “في البداية إنّ لبنان الشقيق يعيش أوضاعاً اقتصادية عصيبة لا يحمد عليها، ولا نفرح أو نشمت بما يعانيه إخوتنا في لبنان، بل ندرك تماماً أن ألم لبنان ألم لسورية، وعندما أقول لبنان وسورية أقصد الشعبين لا الأنظمة والحكومات، فلولا تلك الأنظمة الخائنة العميلة والفاسدة لكانت شعوبنا بألف خير”.
وزاد قائلا إنه “بالنسبة لزيارة الوفد الرسمي اللبناني إلى سورية يُعذر من جهة، ومن جهة أخرى يلام، فالجهة التي يُعذر منها ضيق الأحوال وسوء الأوضاع، وكما يقولون الغريق يتعلق بقشة”.
وتابع “ومن جهة فإنّا نلومه لأنّ نظام لبنان عموماً فاسد، يخضع لرئيس مفلوج لا حول له ولا قوة، أو أنّه عميل لميليشيات إرهابية تحكمه، هي ميليشيات حزب الله، وكذلك متواطئ مع محتل يريد الهيمنة على المنطقة بأكملها وهو النظام الإيراني. فالمرسِل فاسدٌ وعميل، والمرسَل إليه أسوأ وأخبث وأخون فما هي الفائدة من هذه الزيارة الميتة أو العقيمة؟”.
وزاد “أقول لجميع الأخوة اللبنانيين إن خلاصكم في قراركم وإرادتكم، حين تهمّون في نزع الشرعية عن حاكمكم الصوري وحاكمكم الفعلي، فكلاهما جاء بالخراب والفساد إلى بلادكم، ولن تخرج لبنان من هذا المستنقع طالما يحكمها ظالمها حزب الله وإيران، وعدم الاطمئنان أو الوثوق بأيّ أمر أو مبادرة أو وعود تأتي من قِبل نظام الأسد الكيماوي، ذلك النظام الذي قتل شعبه وهجرّه، وكما يقول أهل الشام: (من ليس لديه خير لأهله ليس لديه خير للغريب)”.
وكان وزير الخارجية في حكومة النظام السوري “فيصل المقداد” استقبل وفدا لبنانيا على الحدود يوم أمس السبت بقيادة زينة عكر نائبة رئيس حكومة تصريف الأعمال وزيرة الدفاع والخارجية، ووزير الطاقة ريمون غجر، والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم.
والهدف من زيارة الوفد تمهيد الطريق لخطة تدعمها الولايات المتحدة للحد من انقطاعات الكهرباء في لبنان عن طريق نقل الكهرباء عبر الشبكة السورية.
من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي “أحمد مظهر سعدو” لمنصة SY24، إن “حكومة تصريف الأعمال اللبنانية المسيرة من قبل ميليشيا حزب الله وزبانية جبران باسيل نحو مد جسور جديدة مع نظام القتل في دمشق، وكل ذلك بتوجيه إيراني واضح محاولين اختراق قانون قيصر”.
واعتبر أن “الأهم هو أن حكومة دياب الألعوبة ما برحت تنتح من معين سياسات متواصلة تود إعادة إنتاج النظام السوري من جديد، وطبيعي أن لا نجد علم لبنان في اجتماعات الخارجية السورية وهم الذين وقبل ذلك لم يعودوا يمتلكون أية سيادة أمام بيعهم هذه السيادة على قارعة الطريق”.
ورأى أن “كلا النظامين في لبنان ودمشق باعا سيادة الأوطان لاكثر من جهة، لأن الأهم بقاءهم بالسلطة وليس الوطن ولا سيادته، علاوة على أن موافقة الأميركان على السماح بالتنسيق بين مصر والأردن وإسرائيل ولبنان والنظام السوري عبر مد خط الغاز العربي وإعادة تشغيله لدعم النظام اللبناني، والتي باتت واضحة وتبين مدى كذب مايدعيه حزب الله وإيران من ممانعة وعداء لإسرائيل وأميركا، حيث يظهر الواقع غير ذلك عبر مصالح هذه النظم وبقائهم الوظيفي خدمة لمشغليهم”.
يشار إلى أن زيارة الوفد اللبناني إلى النظام السوري، أثارت الكثير من ردود الأفعال من لبنانيين معارضين بشكل خاص للوجود الإيراني وتحكمه بمصير لبنان، نظرا للعلاقات الاستراتيجية المنهجية والعميقة بين إيران وحزب الله ورأس النظام في سوريا “بشار الأسد”، معربين عن إدانتهم واستنكارهم لها.