تعرضت المساجد في سوريا لاستهداف ممنهج، من قبل قوات النظام والميليشيات التابعة له، ونالت نصيباً كبيراً من القصف والتدمير الكلي أو الجزئي، حيث لم تشفع حرمتها الدينية ومكانة بعضها التاريخية والأثرية القديمة أن تنجو من الانتهاكات والتدنيس والحرق أحياناً.
في مدينة درعا استهدفت قوات النظام، في الخامس من الشهر الحالي المسجد العمري، ما أدى لتضرره بشكل كبير.
وأفاد مراسلنا في درعا، بأن قوات النظام استهدفت المسجد بصاروخ أرض أرض من نوع “فيل”، أدى إلى حدوث أضرار بالغة فيه بعد حصار المدنية لأكثر من شهرين منذ 24حزيران الماضي، لخمسين ألف نسمة من الأهالي، ومحاولات عديدة لاقتحام المدينة بعد قصفها بمساعدة الميليشيات الإيرانية التابعة للنظام.
يحظى “المسجد العمري” بمكانة كبيرة في قلوب أهالي المنطقة، ومنه انطلقت الشرارة الأولى للثورة السورية للاحتجاجات ضد النظام السوري ورأسه “بشار الأسد” في 18 آذار 2011، ما زاد من حقد النظام على المساجد واعتبارها أهدافاً عسكرية لصواريخه ودباباته وبراميله المتفجرة.
وسبق أن تعرض “العمري” للقصف بشكل مباشر وتهاوت مئذنته وتضررت أجزاءً كبيرة منه في 2013 ثم رممه الأهالي على نفقتهم الخاصة، يتوسط الجامع منطقة درعا البلد وسمي بالعمري نسبة إلى الخليفة “عمر بن الخطاب” الذي أمر ببنائه في سنة 14 للهجرة، فهو ذو أهمية تاريخية كبيرة، ويحوي على مئذنة شامخة، وحرم للصلاة وصحن خارجي مكشوف يشبهه أهالي درعا بالجامع الأموي الكبير في دمشق.
كما تداول ناشطون شريطا مصورا لقصف مسجد “غسان أبا زيد” في حي المنشية بمدينة درعا في 29 آب الماضي، الأمر الذي أدى إلى تهاوي أجزاء كبيرة منه.
بدورها أدانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قصف المسجد وأكدت في بيانها أنه يقع ضمن أحياء سكنية، ولا يوجد فيه معدات عسكرية كما يروج النظام كعادته.
يشار إلى أن الشبكة السورية لحقوق الإنسان وثقت في تقريرها الصادر عام 2013، تضرر حوالي 1451 مسجد في جميع المحافظات السورية، جراء القصف العشوائي والمتعمد من قبل قوات النظام، ويقول الأهالي إن استهداف المساجد التي ليست أهدافا عسكرية ما هو إلا حقد وإجرام تجاه المقدسات والأماكن الدينية، وكسر الروح المعنوية للأهالي الذين خرجوا ضده منذ سنوات وكانت المساجد مراكز تجمع وانطلاق المظاهرات.
وسبق للنظام أن قام بإحراق “المسجد الأموي” في مدينة حلب، وقصف جامع “خالد ابن الوليد” أبرز المعالم الأثرية في مدينة حمص، بالإضافة إلى تدنيس باقي المساجد بالعبارات الطائفية والتحريضية، ما جعل منظمة الأمم المتحدة “اليونيسكو” تدعو النظام إلى حماية المعالم التراثية والمواقع الحضارية في سوريا واحترام اتفاقية حماية الممتلكات الثقافية.