يطرح التصعيد المستمر والذي ارتفعت وتيرته خلال الساعات الماضية على شمال غربي سوريا، وعقب الأحداث الأخيرة التي شهدتها محافظة درعا، الكثير من الأسئلة من قبل مراقبين وعلى رأسها: “هل سيتفرغ النظام لأهالي إدلب بعد أن تمكن من حصار درعا وفرض استبداده عليها؟”.
ومتابعة لهذا الملف رصدت منصة SY24، آراء ووجهات نظر بعض السياسيين والمهتمين بمجريات الأحداث من أبناء منطقة إدلب، لتوضيح الأسباب وراء ما تشهده منطقة إدلب من خروقات متكررة تزداد يومًا بعد يوم.
وقال الدكتور “مأمون سيد عيسى” المهتم بالشأن السياسي في ملف إدلب، إنه “لا أتوقع أن القصف على مدينة إدلب وقبله جبل الزاوية ينبيء بعمل عسكري إلا إذا حقق النظام انتصارا في درعا واستطاع فرض شروطه على أهلنا هناك”.
وأضاف “أرى أن جيش النظام متهالك ومتعب وفقد عناصره كل حماس للحرب بسبب الحالة الاقتصادية التي تقترب من الجوع لحاضنته وقواته، لكن انتصاره في درعا إذا حصل فإنه سوف يعطيه شحنًا قويًا لمواصلة المعارك”.
ومضى قائلا إنه “من الممكن أن يكون قصف النظام على مدينة إدلب وجبل الزاوية لإيصال رسائل أنه لازال موجود وأنه يقدم إثباتًا عن وجوده بقتل المدنيين، متجاهلًا في الوقت ذاته دوره المفترض في تأمين الخدمات لمواطنيه في مناطق سيطرته”.
وزاد قائلا إن “النظام يرغب في إيصال رسالة إلى سكان المدينة بأن حالة الاستقرار والنمو الاقتصادي التي تشهدها المدينة يستطيع التأثير عليها ووقفها عبر القصف، كما يساعده في إجرامه التواطؤ الروسي والصمت الأمريكي الذي ينكفئ كما لاحظنا عن مشاكل الشرق الأوسط، حيث لاحظنا عدم تدخله في قضية درعا وانسحابه من أفغانستان”.
وخلال ساعات ليل أمس الثلاثاء، استهدف قصف مدفعي موجه بالليزر لقوات النظام وروسيا، مدينة إدلب وأطرافها الشرقية، ما أدى لسقوط ضحايا بين المدنيين، إضافة إلى خروج نقطة طبية في بلدة “مرعيان” عن الخدمة.
أمّا الناشط السياسي “عبد الكريم العمر” فقال لمنصة SY24، “طالما أننا في حالة حرب دائمة وأن الاتفاقيات الجزئية من أستانا إلى سوتشي لم تجلب التهدئة بشكل نهائي أو تحقق وقف إطلاق نار دائم أو تُوجه نحو حل سياسي نهائي للقضية السورية”.
وتابع “وطالما أن ملف القضية السورية أصبح خلف الكواليس وتحت الطاولة والمتفرد في الوضع السوري هي روسيا المتعطشة للقتل والدماء، وطالما أن النظام السوري تقوم سياسته على الأرض المحروقة والإبادة ورفضه لأي قوى معارضة أو ثورة في أي منطقة في سوريا وآخرها ما حصل في درعا والحديث عن ريف حمص الشمالي، فأعتقد أن كل شيء بات متوقعًا”، في إشارة إلى توجيه النظام وبدعم روسي أنظاره صوب إدلب عقب ما حصل من تطورات ميدانية في درعا أخيرًا.
ومؤخرًا، أكد “عبد الناصر حوشان” عضو هيئة القانونيين السوريين، أن إيران ومن خلفها النظام السوري، تسعى لأن يكون مصير ريف حمص الشمالي مشابه لما يجري في درعا، محذرًا من أن عمليات الاغتيال التي تستهدف عناصر لها في المنطقة والتي يتخذ منها النظام وإيران حجة لتكرار سيناريو المنطقة الجنوبية هناك.
وتحدثت بعض المصادر، منتصف آب الماضي، عن تهديدات من النظام وميليشياته للأهالي شمالي حمص بشن عملية عسكرية، في حال لم يتم تسليم المطلوبين والذين تدور حولهم الشبهات في تنفيذ عمليات تصفية تستهدف عناصره وضباطه في المنطقة، الأمر الذي يربطه مراقبون بتطورات الأحداث الحاصلة الآن في إدلب ومن قبلها درعا.