سلّطت مصادر محلية من أبناء مدينة الرقة شرقي سوريا، الضوء على ظاهرة “ارتفاع مهور الزواج” وذلك على الرغم من عزوف نسبة كبيرة من الشباب عن الزواج، وفق تعبيرها.
ولفتت المصادر الانتباه، حسب ما وصل لمنصة SY24، إلى أن “المهور في محافظة الرقة أصبحت خيالية، فرغم عزوف الكثير من الشباب عن الزواج نتيجة ظروف الحياة الصعبة من غلاء بكل شيئ، فإن العقبة الأولى للزواج بعد موافقة الأهل هي تحديد المهر المقدم والمؤخر والذهب، عدا الطلبات الأخرى التعجيزية”.
مصدر محلي تحدث قائلا: “ذهبنا لخطبة إحدى الفتيات فكان المقدم والحمد لله بالليرة السورية فقط 6 مليون والذهب لم يحدد فأحضر العريس تلبيسة ذهب بـ 3 ملايين، وما كان من أحد المقربين من العروس إلا أن اعترض على الذهب بحجة أنه قليل”.
وقبل أيام تزوج أحدهم المهر بالدولار 3000 دولار، حسب المصدر ذاته، عدا الذهب وغيره من تجهيزات أخرى ملحقة بالزواج من بدلة العرس الذي يصل سعرها الى أكثر من مليون، في حين يصل سعرها عن طريق الإيجار إلى حوالي 300 أو 400 ألف ليرة سورية عدا الضيافة التي تصل أيضا الى أكثر من 500 ألف ليرة سورية، والمهور تتضاعف إذا كانت البنت طبيبة أو صيدلانية او مهندسة.
وأعربت المصادر عن استغرابها من هذه المهور المرتفعة التي يطالب بها الأهالي العريس، خاصة وأن حديث الناس والشارع والشكوى تشير إلى أن هناك عنوسة وعزوف عن الزواج من قبل الشباب.
ودعا كثير من المهتمين بالأوضاع المحلية داخل الرقة، العائلات إلى تيسير أمور الشباب والفتيات ومساعدتهم على تكوين مستقبلهم، وترك “العادات العشائرية البالية والفخفخة”، والبحث عن الستر لبناتهم بأبسط الطلبات.
وتحدثت المصادر في السياق ذاته، عن ارتفاع أسعار العقارات الأمر الذي جعل شراء البيوت بمثابة حلم مستحيل المنال، إذ أصبح استئجار منزل أيضا بمثابة حلم.
” وختمت المصادر بالحديث الشريف “إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه”.
وقبل أيام، شكا شباب الرقة من الرواتب والأجور المتدنية في مختلف الوظائف والمهن التي يعملون بها، والتي لا تكفيهم لتأسيس مستقبلهم والأهم شراء منزل داخل المدينة أو ما حولها.
وبيّنت بعض المصادر، أن الشاب الرقاوي اليوم أمامه خيارين لتأمين مستقبله: “إما مساعدته عن طريق استقبال الحوالات الخارجية عن طريق أقارب له، أو الهجرة إلى خارج سوريا”، وهذا الأمر ينطبق على الموظفين أو حتى أصحاب المهن الحرة، على حد تعبيرهم.
وأكد كثيرون ما جاءت به المصادر، مرجعة السبب إلى أن غالبية الشباب اليوم، لديهم أسر ويلتزمون بإعالتهم.