ردّ المحامي اللبناني الدولي “طارق شندب”، على مطالبة البطريرك الماروني في لبنان “بشارة الراعي” بإعادة اللاجئين السورين إلى ديارهم، بأنه عليه أن يطالب بعودة المسلحين والميليشيات التابعة لـ “حزب الله” أولًا.
جاء ذلك في منشور نشره “شندب” على حسابه في “فيسبوك”، رصدته منصة SY24.
وقال “شندب”: “نتمنى على البطريرك الراعي أن يطالب بعودة المسلحين اللبنانيين التابعين لميليشيا حزب السلاح والإرهاب من سوريا حتى يعود السوريين إلى بلدهم، وأن يعيد أولئك المسلحين ما سرقوه من سوريا، وأن يعيدوا بناء ما هدموه”.
ونقلت عدة مصادر متطابقة عن البطريرك “الراعي”، في حديث لـ “إذاعة الفاتيكان”، على هامش مشاركته في مؤتمر كنسي بالعاصمة المجرية بودابست، إن “على اللاجئين السوريين العودة إلى سوريا لأن الحرب انتهت هناك، وهم لا يريدون الإقرار بذلك، ويصرون على البقاء في لبنان”.
وتابع “لا يكنّ العداء للاجئين السوريين، لكن لبنان لا يستطيع تحمل مثل هذا العبء”، مشيراً إلى أن “اللبنانيين يغادرون بلادهم، واللاجئون يحلون مكانهم”.
وادعى أن “السوريين يعيشون أفضل من اللبنانيين أنفسهم، فلديهم وظائف وأعمال تجارية، إضافة إلى أنهم يتلقون المساعدة من المنظمات الدولية كل شهر، مطالباً بتقديم هذه المساعدات إليهم داخل سوريا”، حسب تعبيره.
وأشار الراعي إلى أنه كتب في الرسالة التي أسفرت عن تغيير رأي بابا الفاتيكان، أن لبنان بلد يقوم نظامه السياسي على التركيبة السكانية، وأن اللاجئين السوريين البالغ عددهم مليوني شخص هم من المسلمين السنة، الأمر الذي قد يؤدي إلى استغلال هذا الأمر سياسياً مثلما تم استغلال ورقة اللاجئين الفلسطينيين في عام 1975، ما أدى إلى حرب أهلية بين المسيحيين والمسلمين، وفق تعبيره.
وبين الفترة والأخرى يعود ملف اللاجئين السوريين في لبنان إلى الواجهة، وسط الأصوات التي تتعالى مطالبة بإرجاعهم إلى مناطق سيطرة النظام السوري.
وحذّر رئيس منظمة “لايف” اللبنانية المحامي “نبيل الحلبي”، قبل أسبوع تقريبًا، الحكومة اللبنانية الجديدة من المساس بأمن اللاجئين السوريين، واصفًا تلك الحكومة بأنها حكومة رأس النظام السوري بشار الأسد وحكومة “حزب الله”.
وقال “الحلبي” حسب ما وصل لمنصة SY24، إن “الدول الغربية الداعمة لهذه الحكومة (اللبنانية الجديدة)، تتحمّل المسؤولية الرئيسية إذا تمّ المساس بأمن اللاجئين السوريين في لبنان، بعد صدور بيان حكومة بشار الأسد وحزب اللا من قصر بعبدا اليوم”.
ودعا “الحلبي” اللاجئين السوريين المعارضين والموجودين في دول الولايات المتحدة وفرنسا، إلى “القيام بنشاط أكثر فعالية تجاه مجالس النواب والحكومات في كِلا البلديّن”.
وتؤوي لبنان ما يقارب من مليون لاجئ سوري حسب إحصائيات غير رسمية، بينما تقول السلطات اللبنانية أن عددهم يصل إلى 1.5 مليون لاجئ سوري، يواجهون ظروفا اقتصادية غاية في السوء.