تتعالى الأصوات من داخل مناطق سيطرة النظام السوري، مطالبة بوضع حد لـ “الهجرة” التي لم تقتصر على الشباب فقط بل امتدت إلى الصناعيين والحرفيين وأصحاب الكفاءات والأيدي الماهرة.
وفي التفاصيل التي تتابعها منصة SY24 في هذا الملف، أقرّ رئيس الاتحاد العام للحرفيين التابع للنظام، بازدياد هجرة الحرفيين، مرجعًا السبب إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج.
وأضاف “لاحظنا في الفترة الأخيرة كثرة طلبات الحرفيين الذين يرغبون في استصدار وثائق إثبات حرفي أو شهادات حرفية لغاية السفر، والسبب في ذلك يعود إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج التي أصبحت كبيرة جداً، وارتفاع أسعار المواد الأولية”.
ولفت إلى أن ذلك الأمر انعكس على زيادة التقنين في حوامل الطاقة، التي أصبحت لا تلبي احتياجات الحرفي في تصنيع المنتج.
بدورها، لفتت الوزيرة السابقة في حكومة النظام السوري “لمياء عاصي”، إلى الازدحام الشديد في فروع الهجرة والجوازات للحصول على جواز السفر، مؤكدة أن هذا ينطوي على خسارة كبيرة لأهم الطاقات والكفاءات الوطنية الشابة.
وذكرت أن موجة الهجرة الجديدة للسوريين لها أسباب اقتصادية يعود معظمها إلى تراجع الإنتاج المحلي وغياب السياسات والمشاريع التنموية وتدني الدخل بشكل مريع، ما جعل أغلبية الناس يقعون في براثن الفقر المدقع والعوز الشديد، إضافة إلى قلة فرص العمل أمام الشباب الداخلين إلى سوق العمل.
واعترفت بأن “سوريا أصبحت الأقل دخلاً في العالم، وبالتأكيد هجرة المنتجين سواء الصناعيين أم الحرفيين ستفاقم الوضع الاقتصادي لسورية وتستدعي سرعة في الإجراءات لمعالجة هذا الوضع الخطير”.
ونبهت إلى ظاهرة الإعلانات عن بيع العقارات بداعي السفر في سوق العقارات، مبينة أن “انعكاس موجة الهجرة على سوق العقارات نلمسه في السوق العقاري، حيث نجد عرضاً كبيراً لا يقابله طلب مماثل”.
ودعت الوزيرة السابقة، النظام وحكومته إلى العمل على تفكيك الأسباب التي دعت الناس للهجرة ولو جزئياً، وليس الإجراءات الزجرية والقسرية، ولعل أولها، رفع المستوى المعيشي للناس والقدرة الشرائية للدخل، وتحسين الخدمات المقدمة للناس ولاسيما الكهرباء ووسائل النقل، ورعاية مشاريع صغيرة لامتصاص البطالة وتخفيف حدة الفقر لأن ارتفاع حجم الناتج محلياً هو المحرك الأساسي للعجلة الاقتصادية، والمعالجات جميعها يجب أن تكون وفق قوانين السوق، حسب تعبيرها.
وقبل أيام، أعربت “هناء الصالح” الإعلامية المعروفة بولائها الشديد للنظام السوري، عن قلقها من حالات “الهجرة” من مناطق سيطرة النظام، مدعية في الوقت ذاته تجاهلها للأسباب التي تدفع بكثيرين للفرار من تلك المناطق.
وبدأت تطفو على واجهة الأحداث الحياتية في مناطق النظام السوري مسألة “الهجرة”، إذ يرجع كثر من الموالين الأسباب إلى الظروف الاقتصادية التي تتفاقم يوما بعد يوم.