أكد “علي تمي” المحلل السياسي والمتحدث باسم تيار المستقبل، أن هناك أسباب عدة تجعل روسيا تعارض الانسحاب الأمريكي من سوريا، لافتًا إلى خشيتها من “الغرق أكثر في المستنقع السوري”.
كلام “تمي” جاء في تصريح خاص SY24، وتعليقًا على ما يثار حول مستقبل الوجود الأمريكي شمال شرقي سوريا.
وقال “تمي”، إن “موسكو هي من تعارض حتى اللحظة الانسحاب الأمريكي من سوريا وتخشى تكرار تجربة أفغانستان في سوريا بعد سيطرة طالبان على البلاد”.
وأوضح أن “مخاوف روسيا من الانسحاب الأمريكي المحتمل من سوريا جدية وحقيقية، وذلك للأسباب التالية: منع تحويل شرق الفرات إلى ملعب للمليشيات الإيرانية والتنقل ما بين سوريا والعراق بكل حرية، وبالتالي تهديد تل أبيب عن قرب، وأيضًا لمنع فصائل المعارضة من الوصول إلى آبار النفط”.
وتابع أن من الأسباب أيضًا هو أن “وجود الجيش الأمريكي شرق الفرات يمنع هذه المنطقة من الانزلاق نحو الفوضى، وبالتالي إغراق موسكو في المستقنع السوري، وخشيتها أيضا من ظهور (داعش) والمواجهة معه من جديد في سوريا، خاصة وأن هناك الآلاف من أنصار هذا التنظيم لايزالون في سجون قوات قسد في الحسكة وتحت الحماية الأمريكية”.
وأكد أنه “لهذه الأسباب فإن أي انسحاب أمريكي من شرق الفرات سيضع موسكو في موقف محرج، خاصة أن الأخيرة معنية بالدرجة الأولى بحماية إسرائيل ومنع المليشيات الايرانية من الوصول إلى هذه المنطقة، وبالتالي ستُخلط الأوراق مجدداً وستخرج الأمور في سوريا عن سيطرة موسكو في حال حدث أي انسحاب أمريكي مفاجئ من شرق الفرات”.
وقبل أيام، طالب “مجلس سوريا الديموقراطية” (مسد) – الذراع السياسي لـ “قوات سوريا الديموقراطية” (قسد) من الولايات المتحدة الأمريكية إلى تحذيره في حال اتخذت واشنطن قراراً بالانسحاب من سوريا.
وقال ممثل “مسد” بواشنطن بسام صقر، في مقابلة مع وكالة “سبوتنيك” الروسية، إن واشنطن تؤكد أن قواتها باقية في سوريا حتى انتهاء القتال ضد تنظيم “داعش”، لكن “لا نعرف ما إذا كانوا سيبقون أم لا”.
وأضاف: “إذا كانوا (الأمريكيون) يريدون المغادرة، فيجب أن يتم ذلك خطوة خطوة، وليس على الفور، كما يجب عليهم تحذيرنا بشكل مسبق”.