سلّطت منظمة “اليوم التالي” وهي منظمة حقوقية ومدنية، في تقرير لها، الضوء على تجربة مئتي ناجية وناجٍ ممن خرجوا من سجن دمشق المركزي أو ما يعرف بسجن عدرا، بعد تجربة اعتقال تعرضوا خلالها لعدة أنواع من الانتهاكات.
وأشارت المنظمة، حسب ما وصل لمنصة SY24، أن هؤلاء الناجين كانوا أوفر حظاً من غيرهم بوصولهم لسجن عدرا.
ولفتت إلى أن الوصول إلى المحاكم الاستثنائية يصبح أملاً عند المعتقلين في أقبية أجهزة الأمن، وهذا الأمل الذي لم يتحقق للكثيرين ممن تم تصفيتهم تحت التعذيب أو تعرضوا للإخفاء القسري، ولم يعرف مصيرهم حتى الآن.
وركّز التقرير على ما تعرض له هؤلاء الناجون بين مختلف الأفرع الأمنية، بدءاً من الاعتقال حتى الوصول إلى سجن عدرا.
وتحدث التقرير عن واقع سجن عدرا وظروف الاحتجاز، وواقع المحاكمات التي تتزامن غالباً مع التحويل إلى سجن عدرا.
وخَلُص التقرير إلى العديد من النتائج وأبرزها أن “91 % من الناجين أكدوا بأنهم تعرضوا للتعذيب أثناء التحقيق في الأفرع الأمنية قبل الوصول إلى سجن عدرا، و64% قالوا إنهم اعترفوا بجرائم لم يرتكبوها فعلياً نتيجة التعذيب في الأفرع الأمنية قبل الوصول إلى عدرا، وتقريباً واحد من بين كل أربعة تعرضوا لاعتداءات داخل سجن عدرا، في حين أن 77% قالوا بأنه لم يكن لديهم سرير مخصص للنوم، و66% قالوا بأنه لا يسمح بالاستحمام سوى مرة واحدة في الاسبوع، و28% أكدوا بأنه كان هناك نشاطات جنسية يديرها المسؤولون عن السجن، و88% أكدوا وجود أطفال دون سن الثامنة عشر في السجن، و18% قالوا بأنهم شهدوا تعرض بعض أولئك الأطفال إلى استغلال جنسي، والغالبية العظمى بنسبة 78% وجهت إليهم تهم متعلقة بالإرهاب”.
وأكدت المنظمة أنها في تقريرها أن النسبة الأكبر من حالات الاعتقال التي تم التقصي عنها، وهي أكثر من الثلث، وقعت على الحواجز ونقاط التفتيش التي أقامتها القوات التابعة للنظام السوري بكثافة في كل المناطق السورية بعيد اندلاع الاحتجاجات، مرجحة أن جهاز الأمن العسكري والأفرع التابعة له في المحافظات قد نفذت النسبة الأكبر من الاعتقالات.
وأكدت نتائج التقرير أن التعذيب داخل الأفرع الأمنية هو سياسة ممنهجة، وأن فترات الاحتجاز داخل الأفرع الأمنية في حوالي ثلاثة أرباع الحالات التي تم رصدها امتدت أكثر من المدة التي يسمح بها القانون السوري للمحتجزين على ذمة التحقيق وهي ستون يوما، بل هناك حالات قضت في الأفرع الأمنية لفترات وصلت إلى ثلاثة أعوام. تتضمن تلك الفترات في غالبية الحالات تنقلات بين الأفرع الأمنية يعيش معها المعتقل في كل مرة تحقيقا جديدا وأساليب تعذيب مختلفة.
وذكر التقرير أنه حين يصل المعتقل إلى سجن عدرا بعد أشهر أو سنوات قضاها في الأفرع الأمنية، تكون المرحلة الأسوء من تجربة اعتقاله قد انقضت، لكن ذلك ال يعني أن ظروف السجن في عدرا ليست تجربة قاسية بدورها، فقد صرح أكثر من ثلث أفراد العينة أنهم تعرضوا الاعتداءات جسدية أو نفسية من قبل المسؤولين في السجن منذ اللحظة الأولى لدخولهم إليه. يضاف إلى ذلك تفاصيل الحياة اليومية في السجن المكتظ.
يذكر أن مئات الآلاف من السوريين تعرضوا للاعتقال منذ بداية الثورة السورية، وقضى الآلاف منهم تحت التعذيب في سجون النظام، حيث سرب “قيصر” الضابط المنشق عن النظام صور لعدد كبير من الضحايا الذين قتلوا في سجونه خلال الفترة الممتدة من آذار 2011 وحتى آب 2013 فقط.