قال وزير الدفاع التركي “خلوصي أكار”، إن بلاده تتابع التطورات العسكرية وما يجري في إدلب شمال غربي سوريا بـ “دقة”.
وأضاف “أكار” حسب ما وصل لمنصة SY24، أن
أنقرة ملتزمة بمذكرة التفاهم الروسية التركية، وبالمبادئ المنصوص عليها في المذكرة.
ومضى قائلا “كان هناك تصاعد في الهجمات الجوية في الآونة الأخيرة، وقلنا إن ذلك لا يتوافق مع مذكرة التفاهم”.
وأكد أنه “ينبغي أن نحقق النجاح من أجل أمن إخواننا السوريين هناك من جهة، ومن جهة أخرى من أجل أمن قواتنا وحدودنا، وحماية بلادنا التي لا تتحمل موجة هجرة جديدة”.
وفي هذا الصدد قال المحلل السياسي “مهند حافظ أوغلو” لمنصة SY24، إن “تركيا تتابع التطورات الميدانية في إدلب وهي مستعدة لكل السيناريوهات في حال كانت القمة المرتقبة يوم غد بين بوتين وأردوغان لم تسفر عن نتائج تؤمن لتركيا أمنها القومي وتؤكد على الاتفاقات الموقعة سابقا بين الجانبين”.
ورأى أنه “ليس من الحكمة الروسية أن تُغضب أنقرة، فتركيا عندما قالت على لسان رئيسها أردوغان بأن العلاقات في عهد بايدن غير جيدة وبداية غير موفقة، فعلى روسيا أن تتلقى هذه الرسالة بمزيد من الحكمة والعزم على المضي نحو شراكة ما بين الجانبين وهذه فرصة ذهبية لموسكو إذا ما أرادات لتركيا أن تكون بجانبها”.
وزاد قائلا إن “الوضع الميداني في إدلب حساس ودقيق جدا، لذلك تركيا تركيا لن تقبل المساس به، أو أن تكون هذه الرسائل السياسية بثوب عسكري تجاه تركيا من خلال القصف الروسي الأخير على الشمال السوري أن تستمر، على العكس يجب أن يكون هناك منظومة حل متكاملة في الملف السوري، ولا أظن أن لدى تركيا مانع أو قبول من التواصل مع الجانب السوري لكنّها تؤكد على أن رأس النظام السوري (بشار الأسد) هو جزء من المشكلة ولا يمكن أن يكون جزءًا من الحل”.
وختم قائلا “هناك مباحثات طويلة والأهداف كلها سياسية وإن كانت لابسة لبوس عسكري مرةً واقتصادي مرةً أخرى”.
من جهته، قال “طه عودة أوغلو” الباحث بالشأن التركي والعلاقات الدولية لمنصة SY24: “يبدو واضحا أن تصريحات وزير الدفاع التركي خلوصي أكار التي تستبق القمة الهامة بين أردوغان وبوتين، تأتي في ظل تعقيدات سياسية وتشابكات على الساحة السورية بين البلدين، كما أنها تأتي في ظل صعوبة التنبؤ بخصوص نتائج القمة ومخرجاتها، بالتزامن مع المتغيرات الجديدة التي طرأت بالمنطقة بشكل عام وعلى الساحة السورية بشكل خاص”.
واستنادا إلى ما سبق، حسب “عودة أوغلو”، “يبدو أن التوقعات حول قمة بوتين – أردوغان لن تخرج عن الأطر التي ضبطت مسار العلاقات بين البلدين خلال السنوات الثلاث الماضية ولن تخرج بتسوية كاملة لملف إدلب، بل سيتم ترحيل الملفات الخلافية إلى إشعار آخر”.
وذكر الدفاع المدني في بيان تعقيبًا على استمرار التدخل الروسي واستمرار التصعيد على الشمال السوري، أنه “على ما يبدو لن يكون هذا العام إلا استمراراً في نفس السياسة، والتي بات من الواضح أن هدفها الأهم هو إجهاض أي مشروع للتغيير في سوريا ينتج بديلاً عن نظام الأسد”.
ورغم وقف إطلاق النار في شمال غربي سوريا، والذي دخل حيز التنفيذ في 6 آذار 2020 وكانت روسيا طرفاً وضامناً فيه فإنها ما تزال مستمرة في هجماتها العسكرية الداعمة للنظام السوري، ما يهدد سلامة أكثر من 4 ملايين مدني نصفهم مهجرون، حسب الدفاع المدني.