دفعت الظروف الاقتصادية المتردية في مناطق النظام السوري، إلى السخرية مؤخرًا من “الراتب الشهري” الذي يحصل عليه المواطن المقيم في تلك المناطق، معبرين عن تهكمهم بعبارة “لا يصلح للاستخدام سوى مرة واحدة!”.
ومن أبرز ما تم رصده من قبل منصة SY24، حول ردود الفعل الساخرة من “الراتب الشهري”، هو التساؤلات التي تناقلها حتى الموالون أنفسهم ومن أبرزها: ما الذي يمكن أن يشتريه المواطن في هذه الأيام بهكذا راتب؟ وهل يستطيع شراء ما يشتهي؟، إلا أن الصدمة كانت لدى كثيرين بأن الراتب لا يصلح للاستخدام سوى مرة واحدة، حسب تعبيرهم.
ووسط غلاء الأسعار وانهيار الليرة السورية وتفاقم الأزمات الحياتية اليومية، فإن راتب الموظف الشهري يمكن أن يشتري به: جرة غاز واحدة في حال وصل سعرها إلى حدود 80 ألف ليرة سورية فقط، ويمكن للمواطن أن يشتري به بنطالاً وقميصاً له أو لأحد أفراد أسرته ومن النوعيات العادية، في حين لا يصلح هذا الراتب لشراء “جوز جرابات” من أحد المحلات الفاخرة، حسب وصفهم.
ويمكن للمواطن بهذا الراتب الشهري الذي يحصل عليه، أن “يدفعه كمصروف شهري لثلاثة من أولاده فقط، وبمعدل وسطي 1000 ليرة في اليوم لكل طفل يشتري بها كيس شيبس ومصاصة، مع التنويه أنه يجب حرمانهم من المصروف أيام العطل حتى يكفيهم الراتب كمصروف لآخر الشهر، كما يمكن للمواطن أن يرصد راتبه لأجور النقل فقط له ولأولاده إن كان لديه أولاد في الجامعة”.
وبإمكان صاحب هذا الراتب الشهري أن “يشتري حذاءً من النوعية الجيدة وليست الفاخرة، مع جوز جرابات صناعة محلية بما يتبقى من الراتب”.
وبإمكانك أيضاً عزيزي المواطن أن تشتري به كف معسل تفاحتين من النوعية الفاخرة، تأركل به طوال الشهر، طبعاً إن لم تكن مدمناً على الأركيلة..
ويمكن للموظف أن يشتري براتبه هذا “كيلو حلويات شرقية ومن النوعية الفاخرة، يستعيد به الأيام الخوالي قبل عقدٍ ونيف من الزمن”.
كما بمقدور المواطن أيضا وبهذا الراتب أن “يستأجر به شاليه شعبي درجة عاشرة على البحر في الموسم السياحي، أو مزرعة تفتقد لأدنى الخدمات في ريف دمشق، حيث أن أجرة المزرعة المعتبرة يتجاوز الــ 200 ألف ليرة سورية في الليلة الواحدة، حسب المصادر ذاتها.
كما يمكن للمواطن براتبه هذا أن “يشتري حوالي نصف غرام من الذهب منقوصاً بعض الشيء، إذا ما علمنا أن سعر غرام الذهب هو 168 ألفاً، وطبعاً من غير أجور الصياغة”.
وختم الساخرون حديثهم عن الراتب الشهري بعبارة “لا يسعنا سوى أن نقول كم أنت عظيم أيها الراتب السوري”.
وأكدت صحيفة “الغارديان” البريطانية في تقرير لها، أن اقتصاد النظام السوري في “حالة خراب”، لافتة إلى أن رأس النظام السوري “بشار الأسد”، أقنع العالم بأن “سوريا ليست سوى مشروع تجاري سيئ”.
يشار إلى أنه في 27 أيلول/سبتمبر2020، ذكرت مجلة “إيكونوميست” البريطانية في تقرير لها أن أن الوضع الإنساني في مناطق سيطرة النظام أصبح أسوأ مما كان عليه في ذروة الحرب الدائرة في سوريا، وأدت الحرب إلى إضعاف الاقتصاد، إذ باتت تنتج سوريا اليوم 60 ألف برميل نفط وهو سدس ما كانت تنتجه قبل الحرب، ولم تنتج سوريا من محاصيل القمح العام الماضي إلا نصف ما كانت تنتجه قبل الحرب.
وفي أيلول أيضا، أعلنت لجنة الأمم المتحدة “الإسكوا” عن حجم الخسائر الاقتصادية التي تكبدتها سوريا والمقدرة بأكثر من 442 مليار دولار أمريكي، وذلك خلال الفترة الممتدة من العام 2011 وحتى العام 2019، واصفة تلك الخسائر بـ “الفادحة”.
ومنذ سنوات، تتصدر الطوابير البشرية المنتشرة على أبواب الأفران ومحطات الوقود واجهة الأحداث والحياة اليومية في مناطق سيطرة النظام في سوريا.