قال معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى إن النظام السوري اتبع عدة تكتيكات لدعم “تنظيم الدولة” (داعش) باستمرار بما يصب في صالحه.
وأكد المعهد في تقرير نشره قبل أيام أن نظام بشار الأسد وفر الدعم بشكل منتظم وعمل لسنوات مع تنظيم داعش، وأضاف التقرير أن أحد التكتيكات الرئيسية لاستراتيجية النظام لدعم التنظيم كان تركيز جهوده العسكرية على محاربة فصائل المعارضة السورية المعتدلة التي تعارض استبداد الأسد، ولا سيما الجيش السوري الحر.
وأوضح التقرير أن القرار الاستراتيجي الذي اتخذه نظام الأسد لتمكين وتسهيل نشاط تنظيم داعش بشكل متواصل كان سعيا منه لتصوير عناصر المعارضة السورية بكل أطيافها على أنها إرهابية.
ويضيف التقرير أنه من تجليات دفع نظام الأسد لبروز جماعات متشددة تغطي على الطابع السلمي للاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في فبراير/شباط 2011 تطالب بسقوط النظام، هو أن المسؤولين لدى الأسد عمدوا إلى الإفراج عن سجناء في سجن صيدنايا سيئ السمعة في مايو/أيار 2011 ليصبح عدد منهم قادة في جماعات متشددة مثل تنظيم داعش.
ومن تكتيكات نظام الأسد لدعم تنظيم داعش امتناعه عن تنفيذ عمليات عسكرية ضد مواقع التنظيم، ففي يوليو/تموز 2014 أجبرت قوات النظام التنظيم على الانسحاب من الأحياء الشمالية لمدينة حلب من أجل تسهيل تطويق قوات الأسد لمقاتلي فصائل المعارضة داخل المدينة، وهو ما تم بالفعل دون أي إطلاق نار بين الجانبين وتمكن قوات النظام من تطويق المعارضة من 3 جهات داخل حلب.
ويضيف كاتب التقرير ماثيو ليفيت أنه كان ثمة تعاملات تجارية بين نظام الأسد وتنظيم داعش، إذ دعم النظام تمويل التنظيم عن طريق السماح للمصارف السورية بمواصلة العمل، وتقديم الخدمات المالية في المناطق التي سيطر عليها التنظيم في فترة سابقة.
وذكر تقرير لفريق العمل المالي، أن أكثر من 20 مؤسسة مالية سورية كانت تنشط في مناطق سيطرة تنظيم الدولة في العام 2018، وبعض هذه المؤسسات كان لها ارتباطات بمقرها الرئيسي في دمشق، ولها صلات أيضا بالنظام المالي العالمي.
ولم تكتف المعاملات الاقتصادية بين نظام الأسد وتنظيم الدولة بالمصارف، إذ ذكرت وزارة الخزانة الأميركية أن النظام السوري اشترى خلال العام 2014 نفطا من التنظيم عبر عدة وسطاء بما قيمته 100 مليون دولار، إذ كان التنظيم يسيطر على 60% من حقول النفط السورية، بما فيها حقل العمر، وهو الأكبر في البلاد.
ويخلص التقرير إلى أنه في وقت الذي انهزم فيه تنظيم داعش في سوريا والعراق، ولم يعد يشكل خطرا كبيرا على البلدين، إلا أنه لا يوجد تحالف دولي سياسي أو عسكري للتصدي للخطر الذي يشكله نظام بشار الأسد، والذي قتل من المدنيين أكثر بكثير مما فعل التنظيم، وسهل نشاط الأخير في الأراضي السورية، وشرد مئات آلاف السوريين، وتسبب في زعزعة الاستقرار الإقليمي.