أكد المحلل السياسي “سامر إلياس” المختص بالشأن الروسي، أن روسيا تسعى لخرق عزلة النظام السوري واستفادته اقتصاديا لمنع انهياره، من دون تقديم أي تنازلات.
كلام “إلياس” جاء في تصريح خاص لمنصة SY24، وتعقيبًا على ما صرّح به وزير الخارجية الروسي “فلاديمير بوتين”، اليوم الإثنين، الذي جدد خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المصري، تأكيد موقف موسكو الرافض لمحاولات تسييس ملف إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا.
وقال “إلياس”، إن “هذا ينسجم مع الموقف الروسي الرسمي ومحاولات روسيا الفصل بين الملف الإنساني والتقدم بالتسوية السياسية وفق القرار 2254”.
وأضاف “هذا يخدم خطة روسيا عبر فتح قنوات اتصال وتنسيق بين الدول المعنية بالمساعدات والنظام، من دون تقديم تنازلات سياسية من قبل الأسد أو إجباره على تنفيذ أي من بنود القرارات الدولية وقرارات أستانة، سواء المتعلقة بإطلاق سراح المعتقلين وتحديد مصير المغيبين قسريا، أو التقدم في عمل اللجنة الدستورية أو غيرها”.
وأشار إلى أن “المجتمع الدولي لا يملك إلا الضغط على نظام الأسد عبر العزلة والمساعدات وقانون قيصر، ولهذا تريد روسيا أن تخرق عزلة النظام، من جهة، ومن جهة أخرى استفادته اقتصاديا عبر المساعدات لمنع انهياره، مع الأوضاع المعيشية الصعبة التي جعلت أكثر من 80% بحاجة للمساعدة”.
ورأى أنه “ضمن المساعدات الإنسانية يمكن أن يدخل إرسال بعض مواد إعادة الإعمار وهو أيضا هدف روسيا في دفع الغرب لإعادة إعمار ما دمرته آلتها العسكرية وجيش النظام والميليشيات الطائفية الإيرانية”.
وختم قائلًا “من الواضح أن روسيا تريد حلا سياسيا تستفيد منه، ولكنها حتى الآن لا تريد تقديم أي تنازلات لا منها ولا من حليفها الأسد”.
وفي وقت سابق اليوم، بحث وزيري الخارجية الروسي والمصري الملف السوري.
وادعى لافروف حرصه على “ضرورة تقديم المساعدات للسوريين لتجاوز تداعيات الأزمة الممتدة منذ عدة سنوات، والعمل على التوصل لتسوية سياسية على أساس قرار مجلس الأمن 2254”.
وزعم أن “التهديد الإرهابي في منطقة إدلب لا يزال مستمرا، والمجموعات الإرهابية المتمركز هناك تهاجم (قوات النظام السوري) وكذلك القوات الروسية”.
وتتزامن التصريحات الروسية مع خروقات مستمرة ترتكبها بحق المدنيين في منطقة خفض التصعيد الرابعة إدلب شمال غربي سوريا، موقعة المزيد من الضحايا، في انتهاك واضح لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين موسكو وأنقرة.
وفي السياق ذاته، أعرب مسؤولون أمميون عن قلقهم تجاه الظروف الإنسانية والمعيشية والميدانية، التي يواجهها القاطنون في منطقة إدلب شمال غربي سوريا، خاصة مع حلول فصل الشتاء، واستمرار التصعيد العسكري من النظام السوري وروسيا.
كما أعربت واشنطن عن قلقها من تجدد العنف في منطقة إدلب، داعية أعضاء مجلس الأمن لاتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذا العنف